124

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

शैलियों

.. انتهى الفتى عن هذه الفاحشة، وأصبح لا يلتفت إليها، فقد أقنعه ﷺ إقناعًا تامًا، وردد، وكرر، حتى قبح هذا الفعل فى نظر الرجل، فأبغضه وابتعد عنه، وهو ﷺ بدعائه له زاد الأمر حسنًا فلم يقف عند حد الإقناع، وإنما دعا له – وهو مستجاب الدعوة – فاقتناع الرجل، وهداه الله، وهكذا النبوة (١) .
... والشاهد مما سبق أنه ﷺ لم يغضب، ولم يثر، وإنما كلمه كلامًا سهلًا غاية السهولة، أقنعه كل الإقناع. وهذا من كمال العقل وفطنته.
٤- وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن أعرابيًا أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! إن امرأتى ولدت غلامًا أسود، وإنى أنكرته (٢) فقال له النبى ﷺ هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال ﷺ ما ألوانها؟ قال: حمر. قال ﷺ: فهل فيها من أورق (٣) قال: نعم. قال رسول الله ﷺ: فأنى هو؟ (٤) قال: لعله يا رسول الله يكون نزعه عرق له (٥) فقال له النبى ﷺ وهذا لعله يكون نزعه عرق له (٦) .

(١) ينظر: المدخل إلى السنة النبوية ص١٦٦.
(٢) أى أنكر أن يكون هذا الغلام ابنه، إذ هو أبيض والابن أسود، كما جاء فى رواية أخرى: "وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه" أى يدعى أنه ليس ابنه، وإنما جاءت به أمه من زنا!!.
(٣) الجمل الأورق: هو الذى سواد لونه ليس صافيًا. ينظر: مختار الصحاح ص٧١٧.
(٤) أى: من أين جاء هذا الأورق الذى يختلف لونه عن لون جمالك.
(٥) أى: يحتمل أن يكون فى آبائه من الإبل ما هو أسود، فأشبهه هذا.
(٦) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب اللعان ٥/٣٨٥ رقم ١٥٠٠، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الاعتصام، باب من شبه أصلًا ١٣/٣٠٩ رقم ٧٣١٤.

1 / 124