وعرفوه هناك، فأمر قسطنطين القيصر بأن يخاط عليه بكيس من الجلد ورموه فى بيت، ومضى القيصر إلى إيران، ونهب مملكة شابور، ثم عاد إلى بلاد الروم، وفى تلك الأثناء أخرجت فتاة من الحراس شابور من الجلد فخرج ومضى إلى إيران وجمع حوله الجيش ومضى إلى بلاد الروم، وأسر القيصر وقتل أتباعه وشيعته، وقطع أذنى القيصر وجعل فى أنفه زماما، وانتقم أضعاف ما فعله القيصر فى إيران، وعاد إلى فارس، ومات القيصر فى الحبس. ومن آثاره مدينة المدائن وفيروز شابور وعكا وطيسوان على حدود بغداد وشادروان تستر ونيسابور وخراسان، ولما بلغ عمره سبعين عاما ونيفا كان له ولدان شابور وبهرام، وكان كلاهما طفلا، فجعل أخاه وليا للعهد بشرط أنه عندما يبلغ شابور مبلغ الرجال يكون الملك له، وكانت مدة ملكه خمسة وسبعين عاما.
أردشير بن هرمز:
خلف أخاه بناء على الوصية، واستمال الجيش والرعية، ولما توطد له الملك، انصرف إلى القضاء على رجال أخيه، واجتهد على أن يمحو آثار شابور، وقتل عدة أشخاص، فخاف الآخرون واجتمعوا وأعطوا الملك لشابور، وكانت مدة ملكه عشرة أعوام.
شابور بن شابور:
لما أصبح ملكا دبر الأمور، وأبعد الفساد عن المملكة، ونظم أمور الدولة وأدخل عمه فى طاعته، وفى آخر الأمر أبدى سوء النية وباء فى الظلم، ولم يعطه الله تعالى عمرا، وعندما كان نائما ذات ليلة فى مصاده هبت ريح عاتية، ووقع على رأسه روافد سقف إيوانه وتوفى، وكانت مدة مملكته خمسة أعوام وأربعة أشهر.
بهرام بن شابور:
خلف أخاه وسلك مسلكا حسنا وأنجز أعمالا عظيمة وبنى مدينة كرمان، وبعد ذلك ترك سيرة العدل وبدأ فى الظلم، ولكن لم تتحمل الرعية هذا، ومات فى ثورة، وأسندوا الملك لابنه، وكانت مدة ملكه اثنتى عشرة سنة.
يزدجرد بن بهرام:
كان ملكا ظالما أسوأ من أبيه، ومن سوء سيرته أنه لم يكن يسمع لأحد شفاعة، ولم يصغ إلى تظلم أى مظلوم، وولد له ولد بعد ثمانية أعوام أسماه بهرام، واستودعه عند النعمان بن المنذر ملك العرب الذى كان فى بلاد الحيرة بالقرب من الكوفة وشب بهرام هناك، وكان ليزدجرد فرس رفسه على ضفة ننع أخضر فى طوس وقتله، وكانت مدة ملكه إحدى وعشرين سنة.
بهرام بن يزدجرد:
كانوا يسمونه بهرام كور وسبب ذلك أنه مضى ذات يوم مع النعمان للصيد، فرأى أسدا يفترس حمارا وحشيا فرمى بهرام سهما خرج من ظهر الأسد وبطن الحمار ودخل فى الأرض الصلبة، ولما رأى النعمان جرح هذا السهم أثنى على يده وذراعه، وقال: لو أنى لم أر ما صدقت بالسماع.
पृष्ठ 69