أفريدون بن أثفيان:
كان من أبناء جمشيد، ويقولون: إنه ابن آبتين من أبناء طمهورث، وكان قد هرب آباؤه من الضحاك واستقروا فى الصحراء، ولما كان الضحاك يظلم الرعية على الدوام خرجت شعلتان من كتفه فى آخر عمره على هيئة ثعبانين، وكان ألمه لا يسكن إلا بمخ رأس إنسان، ومن أجل طلائهما قتل خلقا كثيرا، وظهر حداد فى أصفهان يسمى كاوه فرفع جلدة الحدادين على طرف قطعة خشب، بسبب أن ولدين له كانا قد قتلا، فاجتمع له خلق كثير، وخرجوا إلى الضحاك فهرب منهم، فأجلسوا أفريدون 6 على عرش الملك وسلموه الضحاك وقتلوه، وقد رصعوا هذه القطعة من الخشب، وسموها العلم الكاويانى.
وأصبح أفريدون ملكا واستولى على أراضى الأعداء وسيطر على معظم المناطق المعمورة بالعالم، وقسم مملكته بين أبنائه الثلاثة: سلم وتور وإيرج، فكانت بلاد الروم والمغرب لسلم، والتركستان لتور، ووسط المعمورة لإيرج، فاتفق يلم وتور وقتلا إيرج، وبعد ذلك طلب منوجهر دم جده وانتقم له، وتوفى أفريدون، وكانت مدة حكمه خمسمائة عام.
منوجهر بن شحوب بار:
ابن بنت إيرج التى تسمى ماه آفريد، وصار ملكا تنفيذا لوصيته، وحفر نهر الفرات وأجرى الماء إلى العراق، ونقل أنواع الأشجار والرياحين من الجبال والغابات، وأقام الحدائق والبساتين، وكان أمير جيشه سام بن نريمان ، وفى هذا الزمان قصده أفراسياب الذى كان من نسل تور وتصالحا على أن يكون ما وراء نهر جيحون لأفراسياب، وفى زمانه أرسل الله تعالى موسى وهارون إلى الفرعون وليد بن مصعب الذى كان من أولاد لاود بن سام الذى كان قد أرسله شداد لحكم مصر، وكانت مدة حكم منوجهر مائة وعشرين عاما.
نودر بن منوجهر:
وصار ملكا بعد أبيه، وفى أيامه ظهر الفساد فى الأطراف وابتعدت الأمور عن القواعد والأصول وثارت الفتن، وثار عليه أفراسياب وأسره مع ألف شخص من أعيان البلاد وعظمائها وقتله، وكانت مدة ملكه عامين.
पृष्ठ 47