إنه كان نبيا وهو أول من استخرج الحديد من الصخر، وصنع السلاح، وسلك طريق الزهد والتجرد، وكان مشغولا على الدوام بالعبادة، وقتلته الشياطين وهو ساجد، فعرف طهمورث حاله وقتلهم، وأقام مدينة فى موطنهم يقال: إنها بلخ، وكانت مدة هوشنج أربعين سنة.
طهمورث بن هوشنج:
كان ولى عهد أبيه وملكا صاحب رأى وعادلا، يقولون: إنه نظم المعيشة وأسباب الحياة على الوجه الصحيح، وبنى أربع مدن بشاور فى فارس وكهرارمرد 3 ومهريز 4 وسارية فى العراق، وعم القحط فى زمانه، فأمر أهل البر أن يقدموا الإفطار إلى الفقراء، وأن يقنعوا بطعام العشاء، وظهرت سنة الصوم من ذلك الوقت، وكانت مدة حكمه ثلاثين عاما.
جمشيد بن طهمورث:
صار ملكا بعد ألف سنة شمسية من تاريخ آدم (عليه السلام)، ويقولون: إنه كان أخا طمهورث كما يقال: إنه ابن أخيه، والأصح المثبت هنا، كان ملكا ذا جمال وكمال، عالم وعادل، واشتغل بتدبير أمور المملكة والأدوات وآلات الحرب واكتشف الصناعات وعمر مدينة اصطخر، وابتنى له قصرا عظيما بها ومازالت أعمدته باقية ويسمونها الأربعين منارة، وجلس على العرش فى هذا العصر عند تحول الشمس إلى نقطة الحمل، وسموا هذا اليوم بيوم النوروز 5.
ولما بلغت مدة حكمه سبعمائة سنة استكبر وادعى الألوهية فسلط الله تعالى شداد بن عاد أن يرسل إليه ابن أخيه الضحاك بن علوان فقتل جمشيد، وكانت مدة ملكه سبعمائة وستة عشر سنة.
الضحاك بن مرداس الحميرى:
لما أفضى الملك إلى شداد وشديد ابنى عاد، أرسلا الضحاك إلى فارس وأصبح ملكا، فوضع أساس الظلم والطغيان، فأرسل الحق تعالى هودا (عليه السلام) إلى قوم عاد ليدعوهم، فلم يقبل شداد وقصد هودا، فأهلكهم الله تعالى بريح العقيم، وأصبح مرثد بن شداد ملكا واتبع هودا (عليه السلام) وكان معه فى حضرموت ومات هناك، وعاش هود (عليه السلام) سبعة وعشرين عاما أخرى، وكانت مدة ملك الضحاك ألف سنة.
पृष्ठ 46