أما الأحاديث والآثار فكثير منها عزاها إلى الصحاح والسنن والمسانيد والأجزاء المفردة، وقد يعزو إليها من حفظه فيحصل بعض الوهم والخطأ، وقد أشرتُ إلى ذلك في الحواشي. وفي الباب الثاني الخاص ببيان اشتقاق أسماء المحبة ومعانيها اعتمد على «الصحاح» للجوهري كثيرًا، وصرَّح بذكره في بعض المواضع.
أما المصادر والمراجع الأخرى فقد ينقل عنها مباشرة، وقد ينقل عنها بواسطة كتب الخرائطي وابن الجوزي ومغلطاي، وبيانها في الهوامش في مواضعها.
أثره في الكتب اللاحقة:
نقل عن هذا الكتاب عدد من المؤلفين، واعتمدوا عليه في إيراد النصوص التي ذكرها ابن القيم، وآرائه وتعليقاته على القضايا التي تطرق إليها. وأقدم من وجدته يقتبس منه: ابن أبي حجلة (ت ٧٧٦) في كتابه «ديوان الصبابة»، وقد اعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا في تأليفه، وأورد أكثر الأخبار والأشعار التي ذكرها ابن القيم في كتابه، دون أن يشير إليه في أغلب المواضع، وقد صرَّح بالنقل عنه في أربعة مواضع فقط، فأحيانًا يقول: «قال الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية ...» (ص ٣٤، ٩٣) [ط. بيروت ١٩٧٢ م]، وأحيانًا يقول: «قال صاحب روضة المحبين» (ص ٣٦، ٩٢).
المقدمة / 22