ولما وصل الأمير علم الدين الحلبي مقيدة، سير السلطان الأمير بدر الدين الشمسي بيسرى الصالحي تلقاه، ودخل من باب القرافة، ولم يعلم به أحد، واعتقل بالقلعة، ثم انه في بعض الأيام طلبه، وأفرج عنه ؛ وصار السلطان يعطيه الخلع بعد الخلع، ولم يزل كذلك حتى سيره إلى حلب - على ما سيذكر.
ورتب دار العدل بدمشق لانصاف الضعيف من القوي، وجهز الغلال إلى الشام للتقاوى، واهتم بعمارة القلاع، وارسال الذخائر [ اليها ].
ذكر أحوال حلب في الأيام الظاهرية
وأما حلب، فإن الملك المظفر - رحمه الله ! - كان ولى فيها الملك المظفر علاء الدين ابن صاحب الموصل، وسماه بالملك السعيد، لاشتراكه معه في الاسم، وتوجه اليها، فحصلت منه أمور انكرت عليه. وكان الملك المظفر سيف الدين قطز قد اقطع جماعة من العزيزية والناصرية في حلب وبلادها، فلما بلغتهم وفاة الملك المظفر حسدوه على المنصب، واجتمعوا عليه، وقبضوه، وقدموا عليهم الأمير حسام الدين الجوكندار ؛ العزيزي، خوشداشهم فكتب السلطان له تقليدة بالمملكة الحلبية.
पृष्ठ 96