============================================================
وكذلك روينا آنه اجتاز أبو العباس بن سريج الفقيه الشافعى المذهب الملقب بالباز الأشهب بمجلس الأستاذ الإمام العارف بحر المعارف أبى القاسم الجنيد رضى الله عنهما فسمع كلامه فقيل له ما تقول فى هذا فقال لا ادرى ما أقوله ولكنى أقول ارى لهذا الكلام صولة ليست بصولة مبطل وما مات ابن سريج حتى اعتقد الصوفية واستحسن طريقهم وقال بعضهم حضرت مجلس أبى العباس بن سريج فتكلم في الفروع والأصول بكلام حسن أعجبت منه فلما رأى إعجابى قال أتدرى من أين هذا هذا من بركة مجالستى أيا القاسم الجنيد وقيل لعبد الله بن سعيد بن كحلان أنت تتكلم على كلام كل أحد وههنا رجل يقال له الجنيد فانسظر هل تعترض عليه فحضر حلقته فسأل الجنيد عن التوحيد فأجابه فتحير عبد الله وقال أعد على ما قلت فأعاده ولكن لا بتلك العبارة فقال عبد الله هذا شىء آخر لم احفظه فأعده على مرة اخرى فأعاده بعبارة اخرى فقال عبد الله ليس يمكتنى حفظ ما تقول فأمله علينا فقال إن كثت أجريه فأنا أمليه فقام عبد الله وقال بفضله واعترف بعلو شأنه وأنشد أحدهم : اتعى إليك قسلوبا طالما هطلت سحائب الوحى فيها أبحر الحكم وقيل لأبى القاسم الجنيد ممن استفدت هذه العلوم فقال من جلوسى بين يدى الله عز وجل ثلاثين سنة تحت تلك الدرجة وأشار إلى درجة فى داره وقال رضى الله عنه لو علمت أن لله تبارك وتعالى علما تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذى نتكلم فيه مع أصحابنا واخوانتا لسعيت إليه وآخذته وقال أيضا رضى الله عنه ما أخذنا التصوف من القيل والقسال ولكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات وكثرة الذكر لله عز وجل وأداء فروضه وواجباته وسنته والاتباع لجميع ما أمر به والانتهاء عن جميع ما تهى عته.
(وروى) أن التجيب بن النجيب آبا المعالى إمام الحرمين رضى الله عنه كان يدرس يوما فى المسجد بعد صلاة الصبح فمر بعض شيوخ الصوفية ومعه أصحابه من الفقراء وقد دعوا إلى بعض المواضع فقال إمام الحرمين فى نفسه ما شغل هؤلاء إلا الاكل والشرب والرقص فلما رجع الشيخ من الدعوة مر عليه وقال يا فقيه ما تقول امام الحرمين أنه كان عليه غسل ثم حسن اعتقاده بعد ذلك فى الصوفية.
पृष्ठ 26