============================================================
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقى هو السعسيد فتقوى الله خير الزاد ذخرا وعند الله للأتقى مزيد و سا لا بد أن يأتى قريب ولكن الذى يضى بعيد (قلت) وحاتم الأصم المذكور رضى الله عنه من كبار شيوخ الصوفية وقد اجتمع به الإمام احمد بن حنبل رضي الله عنه وسمع كلامه وسأله فأجابه واستحسن جوابه ولم يزل العلماء الصلحاء قديا وحديثا يعتقدون طائفة الصوفية ويزورونهم ويتبركون بمجالستهم ودعائهم وآثارهم.
من ذلك ما جاء عن الإمام سفيان الثورى فى مجالسته لرابعة رضى الله عنها وتأدبه معها وماجاء عن الإمامين الشافعى وأحمد فى مجالستهما لشيبان الراعى رضى الله عنهم وحكايته المشهورة معهما فقد روينا أن الإمام أحمد كان عند الإمام الشافعى فجاء شيبان الراعى فقال أحمد أريد يا أبا عبد الله ان اتيه هذا على نقصان علمه ليشتغل بتحصيل بعض العلوم فقال له الشافعى لا تفعل فلم يسمع فقال لشيبان ما تقول فيمن نسى صلاة من خمس صلوات فى اليوم والليلة ولم يدر أى صلاة تسيها ما الواجب عليه ياشيبان فقال شيبان يا أحمد هذا قلب غفل عن الله فالواجب أن يؤدب حتى لا يغفل عن مولاه ثم يعيدهن بعد فغشى على أحمد وفي رواية أخرى فالواجب أن يؤدب بإعادة الخمس فلما أفاق احمد من غشيته قال له الإمام الشافعى الم اقل لك لا تحرك هذا : وفى رواية آخرى أنه سأله عن الزكاة أيضا فى كم تجب فقال شيبان أما على مذهبكم فتجب فى الإبل فى كذا وكذا وفى البقر فى كذا وكذا وفى الزرع والثمار فى كذا وكذا وآما على مذهبى فالكل له وستجىء حكايته مع الإمام سفيان الثورى لما اعترض لهم الأسد فى طريق الحج: وكذلك روينا أن فقيها من اكابر الفقهاء كانت حلقته بجنب حلقة الشيخ الكبير العارف بالله تعالى أبى بكر الشبلى رضى الله عنه فى جامع المنصور وكان يقال لذلك الفقيه أبو عمران وكان يتسعطل عليه وعلى أصحابه حلقتهم بكلام الشبلى فسأل اصحاب ابى عمران يوما الشبلى عن مسألة فى الحيض وقصدوا إخجاله فذكر مقالات الناس فى تلك المسالة والخلاف فيها فقام أبو عمران وقبل رأس الشسبلى وقال يا أبا بكر استفدت فى هذه المسألة عشر مقالات لم أسمعها وكان عندى من جملة ما قلت ثلاثة اقاويل
पृष्ठ 25