============================================================
(وقال) بعض الشيوخ الكبار رايت النبى فى المنام وهو يحدئنى بفضائل الفقراء وشرف الفقير على الغنى فحفظت من قوله يلة أنه قال لى حسبك أن عائشة رضى الله عنها تدخل الجنة قبل أغنيائها بخمسمائة عام وأن بنتى فاطمة رضوان الله عليها تدخل الجنة قبل عائشة بأريعين سنة لأنها نالت من الدنيا أقل من عائشة رضوان الله عليهما (وروينا) عن الشيخ العارف الجليل المعظم أبى عبد الرحمن حاتم الأصم رضى الله عنه انه دخل الرى ومعه ثلثمائة وعشرون رجلا يريدون الحج وعليهم جباب الصوف ولي معهم جراب وطعام فدخلوا على رجل من التجار متقشف يحب المساكين فأضافهم تلك الليلة فلما كان من الغد قال الرجل لحاتم الك حاجة فإنى أريد أن اعود فقيها لنا هر عليل فقال حاتم عيادة المريض فيها فضل والنظر إلى الفقيه عبادة وأنا اجىء أيضا معك وكان العليل محمد ين مقاتل قاضى الرى فلما جاءوا إلى الباب إذا هو يشرق حسنا فبقى حاتم متفكرا يقول يا رب عالم على هذا الحال ثم أذن لهم فدخلوا فاذا دار قوراء لها سعة وقيها ستور فبقى حاتم رضى الله عنه متفكرا ثم دخلوا إلى المجلس الذى هو فيه فساذا بفرش وطيئة وهو راقد عليها وعند رأسه غلام وبيده مذبة فقعد الرارى وحاتم قائم فأوما إليه ابن مقاتل أن اجلس فقال لا أجلس لعل لك حاجة فقال نعم فقال ما هى قال مسألة أسالك عنها فقال سل قال قم فاستو جالسا حتى أسألك فاستوى جالسا قال حاتم رضى الله عنه علمك هذا من اين أخدته قال من الثقات حدثونى به قال عمن قال عن اصحاب رسول الله ة قال وأصحاب رسول الله عمن قال عن النبى قال والنبى عمن قال عن جبريل عليه السلام قال وجبريل عليه السلام عمن قال عن الله عز وجل قال حاتم ففيما أداه جبريل عن الله تبارك وتعالى إلى النبى واداه النبى إلى أصحابه رضى الله عنهم وأصحابه الى الثقات والثقات إليك هل سمعت من كان فى داره أميرا وكان فى داره الثروة والمتاع الحسن وكانت داره واسعة كانت له عند الله تعالى المنزلة الكبرى قال لا قسال فكيف سمعت قال سمعت من زهد فى الدنيا ورغب فى الآخرة وقدم لآخرته وأحب المساكين كانت له عند الله المنزلة الكبرى العالية قال فأنت بمن اقتديت بالنبى وبأصحابه الصالحين أم بقرعون وهامان؟ يا علماء السوء مثلكم يراه الجاهل المتكالب على الدنيا الراغب فيها فيقول العالم على هذه الحالة لا اكون أنا شرا منه ثم خرج من عنده فارداد ابن مقاتل مرضا وآنشدوا فى السعادة بالتقوى لا بالدنيا ولا بجمع المال :
पृष्ठ 24