किताब अल-रवाबिउ ली अफ्लातून
كتاب الروابيع لأفلاطون
शैलियों
قال أحمد: إن الحر أخو اليبس، والبرد أخو الرطوبة، فيقول الفيلسوف إن التركيب الواقع واليبس تولد الحرارة، وبالرطوبة والتركيب تولد البرد. ولو قد أخرجت ما تكلم به الفيلسوف مما يثبت كون الطبيعة وتولدها وفى توليد الجواهر على الدرجات ومناظرته للمجادلين له — لطال الكلام واشتغل عن المقصود فى هذا الكتاب. ومن عادتى أن لا استقصى فى كل كتاب إلا غرض الكتاب وأتجاوز سائره، وعلى أن غرض الفيلسوف فى الإخبار عن ذلك، أعنى به تولد أولية الأشياء والإخبار عما تركب كيف تركب، ليكون المثال للعامل فيما يدبر من تركيب أو حل وغير ذلك.
قال أفلاطون: فتركبت الحرارة واليبس، واقتبسا من الضيائية اللون لقربها.
قال أحمد: إن الحرارة واليبس لما امتزجا تولد النار المحرق؛ ولطلب الحرارة العلو وسرعة اليبس اقتبسا من جوهر الضياء ما ظهر فى لون النار واستعلى — أعنى النار — على الطبائع المركبة.
قال أفلاطون: وتولد سائر الأركان أيضا بالممازجة، فصار العلوى المخصوص بالحر، والسفلى المخصوص بالبرد.
قال أحمد: يعنى بالأركان النار والهواء والماء والأرض: فالنار والهواء المخصوصان بالحر محلهما العلو، والماء والأرض المخصوصان بالبرد محلهما السفل.
قال أفلاطون: وبلغ تراكم التركيب أخلاط الأركان.
قال أحمد: إن الأركان، وإن كانت متضادة، فإنها تتمازج بتمازج لها. فالحر والبرد متضادان يجمعهما اليبس والرطوبة؛ واليبس والرطوبة متضادان يجمعهما الحر والبرد. فيقول الفيلسوف: إن هذا الاجتماع تراكم التركيب.
قال أفلاطون: فاجتماع المتضادين 〈يؤدى إلى〉 الاضمحلال والفساد.
〈قال أحمد〉: الأشياء السفلية إذ كانت مركبة متضادة فالجزء منها يضاد الآخر وينافره، والأجرام السماوية وإن كانت مركبة فهى واحدية الذات لم يبلغ بها التركيب حد ما يتضاد، فلذلك طال ثباتها؛ وإن كانت لتركيبها وقبولها الأثر قابلة للتغيير والزوال.
पृष्ठ 206