قال أحمد: عند الخروج إلى العالم إنما يعنى به عند الميلاد. فإذا كان أحد الكواكب التى توافق هذا النوع من العمل مشرقا فى ميلاد طالب هذا العمل ولا سيما إذا كان فى الحادى عشر، أو وسط السماء، أو يكون له اتصال بصاحب الطالع أو صاحب وسط السماء أو يكون له حظ فى شهر العمل، فإنه من أحق ما يعتمده العامل فى نجاح طلبته. وأوفق الكواكب لهذا النوع زحل، ثم المشترى، ثم عطارد، والشمس بالنهار موافق والقمر بالليل. وأما الزهرة والمريخ فإنهما يضادان العمل، ولا يخلو العامل من أن يحتاج إلى الاستعانة بهما فى عمل يعرض له لا يوافقه فيه معاونة غيرهما. وقد قلت مرارا إن جميع الأرواح الفلكية والسفلية تضاد هذا النوع، لأن تولد ذلك، أعنى به الجواهر، إنما يكون بخارات تجتمع وتتصاعد بحركة الأشخاص العلوية وقوى روحانيتها. فعند الأرواح أنها هى المولدة لذلك، وأن الذى يروم ذلك إنما يعارضها فى أفعالها ويشاركها فيه. وما أخبرت به من الكواكب التى توافق العمل فإنها أيضا تضاد لما قد أخبرت. وإنما قلت «توافق» بالقول المرسل إذ هى أقل مضادة من غيرها لما أنا مخبر به. وإنما المشترى، فلأنه سعد، قلما يضاد ويعاند، وعطارد من جنسه العلم والفطنة والتفتيش.
قال أفلاطون: إن يكن ذلك كذلك فكان ممسكا، كان أيضا.
قال أحمد: يقول إذا كان أحد هذه الكواكب الموافقة ليس له حظ فيما قدمنا وكان هيلاجا ومخالطا للهيلاج ، كان معاونا أيضا. وقوله: «ممسك» أراد به أن الهيلاج ممسك الحياة.
قال أفلاطون: وتفقد الأوقات التى حدها هرمس فى كتاب «الأشنوطاس» من اختيار الأوقات على منازل القمر فانته إلى ما حد.
पृष्ठ 156