============================================================
معبوده أفضل النحية والسلام، بتصنيف هذا الكناب، فرجعت إلى روحي لأنظر مبلغ فهمها ومجهود طاقتها، فوجدتها عن ذلك عاجزة فلم بمكني مخالفته، فعلمت علما بقينا أنه لم يامرني بتصنيف هذا الكتاب إلا ومواده تطرقني وبعلمه يهديني إذ كانت من المولى جل ذكره المواد إليه منصلة، وهي عن سائر الناس أجمعين منعزلة. فنيقنت أن القوة منه إلي واصلة إذ كنت منه امنص، والذكر لي مذه مخنص. فحسست عند حلول أمره بقوة لم أعهدها قديما من عمري كله.
فالفت هذا الكتاب بما أيدني به تلقينا، وفي الصحف روحانيا. فما كان فيه من صواب وجزالة خطاب فهو منه وراجع إليه، وما كان فيه من خطا وزلل فهو مني وإلي منسوب.
على المولى توكلت وبه اسنعنت، وبوليه فائم الحق اعنصمت ونوسلت. ولا حول ولا فوة الا بالعلي الأعلى البار العلام. وهو حسبي الله ونعم النصير المعين .
العلم بنقسم على خمسة أقسام: سمان منها للدين، وقسمان منها للطبيعة، والقسم الخامس فهو أجلها وأعظمها فدرا، وهو القسم الحقيفي الذي هو المراد وإليه الإثبارات، ومن أجله قامت الدار، وظهر ما بين أهلها أمر مولانا الحاكم البار.
وكل قسم من هؤلاء الأربعة الأقسام ينقسم على أقسام شنى يطول فيها الشرح والخطاب و ليس في ذلك غرض. والقسم الخامس هو شيء واحد لا يتغير ولا ينتقض ولا يتجزا ولا يتلانشى. وسناتي على الغرض في موضعه إن شاء مولانا وبه التوفيق في جميع هذه الأمور:
पृष्ठ 260