إذن من الأفيد للمنادي إذا طلبها أن يقول: الساحرة ذات الأطفال. والطريف في أمر هؤلاء الأطفال - الذين في عمر واحد - عندما يبلغون الثامنة يستبدل أطفال جدد بهم، يتم اختيارهم في الحلم أثناء النوم، يحلم بذلك آباؤهم أو أقاربهم أو تحلم بهم الساحرة كثيرة الكلام، كثيرة الأوامر، التي تلقي بها هنا وهنالك جزافا.
عجوز ما فوق الخمسين، وهذا خطأ حين لا يجب تقدير عمرها، في الحق أنه لا يمكن تقدير عمرها؛ لأنها تجدده كلما بلغ أطفالها سن التاسعة، أي كل ثلاث سنوات. الأطفال أجمل عند الفجر، استيقظوا، تبولوا خلف أشجار الموز، شربوا لبن العنز البري، تشاجروا قليلا عندما عض جيرو منوا في مكان بنهدها الذي لم ينم بعد، جلبوا أوراق الموز الأكثر نعومة من القلب، شربوا اللبن مرة أخرى ثم أخذوا ينشدون وحدهم، كانت الساحرة ذات الأطفال بالكهف مع مسز جين التي ترقد على الأوراق وهي تئن بين حين وحين. أعد أنا قدر الماء المغلية فيه أوراق النيم عند باب الكهف، خلفي الأطفال، طلبت الساحرة ذات الأطفال جين، سألته: أتريده ولدا أم بنتا؟
قال وهو يحاول أن يكون دقيقا في تعبيره عن رغبته مع أنه في ذاته يعلم أن ليس باستطاعة الساحرة تغيير ما ستنجب ماريانا وفقا لمشيئته هو أو مشيئة الساحرة ذات الأطفال: أريده ولدا.
قالت الساحرة ذات الأطفال ضاحكة في شمط قديم بائل: ستلد بنتا لأنك قلت تريده ولدا، لا فرق، كلهم أرواح أسلافنا، يأتوننا أطفالا، إنهم لا يذهبون بعيدا.
ثم طلبت من الأطفال أداء رقصة أهلا، بروح نوا، وكانت أجمل رقصة يمكن لإنسان أن يراها؛ الطفلتان تهزان بطنيهما مع الاحتفاظ بركبتيهما في وضع السكون، في ذات اللحظة التي يهز فيها الأطفال صدورهم وأقدامهم وهم يعزفون بأفواههم طبلا هادئا حلوا. وفي هذه الأثناء كانت ماريانا ترى القديسة سانت ماريا تسحب البنت سنيلا من بين نهريها كما تنساب موسيقى هادئة.
المشكلة الأولى مشكلة إرضاع سنيلا، ماريانا لها مكان للثديين ولكن لا ثديين لها، فلوباندو في الثانية عشرة وثدياها في حجم برتقالتين ناضجتين من صنف ليمون القرد الأخضر، ولو أن ما أكلته ماريانا بإمكانه أن ينتجها فيلة صغيرة شحيمة، إلا أن الأمر كما تقول ماريانا: المشكلة مدى مقدرة الجسد على تمثيل الطعام، بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي للسمنة، في البدء حاولنا سقيها لبن المعز البري، ولكن الطفلة لا تستطيع غير ابتلاع قطرات قليلات منه، وعندما فكر جين في إحضار مرضعة لها من القرية اعترضت ماريانا على الفكرة؛ إن بالقرية أمراضا لا حصر لها، وعلى أثر صراخ سنيلا من الجوع فكر مستر جين سريعا، قال لي: آتني بالمعزة ...
غسلنا أثداءها، غسلناها جيدا.
بالحيوان أيضا أمراض قد تنتقل للإنسان، اغسليها جيدا،
في البدء، أي في الأيام الأولى، كانت المعزات تقوم بالرفس أو النطح، ولا تذعن لفم سنيلا الصغير إلا بعد ربط وشد وزجر، ولكن مع مرور الأيام أصبحت المعزات مسالمات طيعات، تستسلم بهدوء لسنيلا الصغيرة، وعندما بلغت سنيلا الشهر التاسع كانت تجري بنفسها خلف المعزات وتقوم برضاعتها، وكبرت بسرعة، ويرجع الفضل إلي لأنني كنت أطعمها يرقات النحل ودود الباشين بكميات كبيرة، ومسز جين لا تدري بذلك، جين يعلم ويشجعني، ودائما ما ينصحني بتجنب نهاية ذيل الباشين الحادة، ماريانا تحذرني من ثلاثة أشياء: لا تتحدثي معها إلا بلغة «لالا» فقط.
لا تتركيها تغيب عن عينيك لحظة واحدة.
अज्ञात पृष्ठ