قال لها: منذ صغري وأنا أبحث عن الرب، أريد أن أراه، هذه أول فرصة تتاح لي، هيا نذهب إليه.
قالت: فلنذهب.
لكن لمن تترك أغنامك؟ سيأكلها الذئب.
أما أنا فهو في طريقي.
قال: طالما كان الرب ليس ببعيد فليشمل بحمايته أغنامي أنا أيضا. - ولكن ربما تضرع الذئب إلى الله.
قال: لا بأس، إني أريد أن أرى الرب، لكن لا بد من تضحية.
ومضيا نحو الشجرة، سارا لنصف الساعة لم يدركاها، سارا لمسيرة يوم كامل ولم يدركاها، قضيا الليل مشيا، عند الفجر كانت ليست ببعيدة عنهما، فسارا للظهر ولم يدركاها. حينها أدرك سرا غامضا ، نظر خلفه، لدهشته أن أغنامه ليست ببعيدة عنهما، يستطيع أن يسمع ثغاءها، نظر إلى عمق عيني الفتاة الصغيرة، نظر بعمق، قالت له: قبلني ...!
قبلها.
عاد إلى أغنامه. كلما التفت إلى الخلف كان يراها تلوح إليه بيدها مودعة، ظل على هذا الحال يوما كاملا، ثم يومين، ثم نصف اليوم، إلى أن غادر وادي كيشون، عندما حكى لمرطونيوس صديقه صائد الأسماك هذه الحكاية سرا، همس مرطونيوس في أذنه: قل لي، هل مسستها يا فليستطيونس، هل مسستها؟
قال محتارا: ماذا تعني «مسستها»؟
अज्ञात पृष्ठ