ثم علا شخيره، وشخير الكواكيرو أمر بأن الأشياء يجب أن تستمر على ما هي عليه.
لا يحس وجعة شباب القرية غير شباب القرية أنفسهم؛ المحاربون، كانوا يحسون بغربة بالغة، وأنهم يقفون على هامش الأحداث، وأن العائدين سرقوا المشهد، وأن لا أحد يلتفت إليهم؛ هم الغبش ذوو الأيدي الخشنة، يلبسون جلود الثعالب والرافيا وينتعلون جلد الخرتيت، يركبون حمر الوحش ويتسلحون بالفئوس والحراب ولا يعرفون بل ولا يقرون بأن يلحس المحارب شيء الصبية.
أترى كيف يرقص هؤلاء الخصيان، ما رأيك أن نضحك عليهم؛ أن نرقص مثلهم، نضحك الناس عليهم؟ إنهم يرقصون رقصا لا يشبه رقصة الحرب ولا رقصات الحصاد ولا رقص المطر، ولا رقص أية موسم يعرفه الناس، سنسخر منهم .
ودخل «وينو» الرهيب الساحة، كان يرقص في سخرية، مرة يقلد الراقصين؛ يرفع رجليه قافزا في الهواء، ينحني بنسوانية بائسة، ويضحك الجميع ويهتفون تشجيعا له. لوينو أذن واحدة، قطع الأخرى الكواكيرو بعد العصيان الذي قام به وينو في الخور قبل سنين كثيرة مرت، ولو أنه الآن في السابعة والثلاثين من عمره إلا أنه ما زال ولدا نزقا تركب رأسه العفاريت، ويركب ظهرها، كانت أمه العجوز كريبا هي الوحيدة التي تحس بقلق عليه وعلى وينو: اعقل يا وينو، اعقل يا بني.
سنيلا تعرف أن وينو عندما يبدأ شيئا يتمه، تربت معه في منزل واحد، طلب وينو من أمازو أن يعطيه ذلك الشيء، وأنه يريد أن يغني، الجميع يعرف صوت وينو الذي في أحسن الأحوال نهيق حمار وحشي مذعور، ويعرفون أغانيه الداعرة ...
وعندما رفض أمازو الرقيق النحيل الطويل رفسه وينو رفسة جعلت كل شيء يصمت، وبدأ وينو الغناء بصوت حماري أشتر أجش بذيء.
شيء المحارب.
شيء المحارب.
شيء المحارب في طول قناته.
قالت له لوما: لماذا لا تتخذ ساق المهوقني قناة لك؟
अज्ञात पृष्ठ