يحمل خبثًا" رواه الدارقطني (١). قال: وهم القاسم العمري في إسناده وخالفه روح بن المقسم
وسفيان الثوري ومعمر بن راشد رووه عن ابن المنكدر من قوله: "لم يجاريه" (٢)، ثم أخرجه من طريق من تقدم ذكره، ورواه عن أبي هريرة بلفظ "إن كان الماء أربعين قلة لم يحمل خبثًا" (٣)، وقد خالفه غير واحد فقالوا: أربعين غربا، فظهر ما قال الحافظ الغرب (٤) والله أعلم، فإن قلت: أليس
أن الطحاوي والرازي أجابا عن حديث بئر بضاعة بأنها كانت طريقًا للماء إلى البساتين،
_________
(١) ضعيف جدا- أخرجه العقيلي في الضعفاء، وابن عدي في الكامل، والدارقطني في سننه:، والبيهقي - كلهم - من طريق القاسم بن عبدالله بن عمر عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا به، والقاسم قال عنه ابن حجر في التقريب: متروك رماه أحمد بالكذب. والحديث ضعفه جماعة من العلماء منهم ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ (١/ ٢٩٣)، وابن الملقن في البدر المنير (١/ ٤١٠)، وابن عبد الهادي في رسالة لطيفة (ص/٢٩)، والبيهقي في السنن (١/ ٢٦٢)، وابن حجر في الدراية (١/ ٥٦)، وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع في الضعيفة (١٦٢٢).
وقال الدارقطني في سننه عقب رواية هذا الحديث من الطريق المذكور: كذا رواه القاسم العمري عن بن المنكدر عن جابر ووهم في إسناده وكان ضعيفا كثير الخطأ وخالفه روح بن القاسم وسفيان الثوري ومعمر بن راشد رواه عن محمد بن المنكر عن عبد الله عن عمر - كذا بالأصل، والصواب: ابن عمرو - موقوفا ... اهـ
والرواية الموقوفة رواها ابن أبي شيبة، والعقيلي في الضعفاء، والدراقطني من طرق عن محمد بن المنكدر عن عبدالله بن عمرو موقوفا به وإسنادها صحيح كما قال الزيلعي في نصب الراية (١/ ١١٠).
(٢) كذا بالأصل، والصواب: "لم يجاوزه" كما في سنن الدارقطني.
(٣) إسناده ضعيف - أخرجه أبو عبيد القاسم في "الطهور"، والدارقطني في "سننه" من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن سنان، عن عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه ﵁ به، وإسناده ضعيف فيه ابن لهيعة، وقال البيهقي: "وخالفه غير واحد فرووه عن أبي هريرة فقالوا: أربعين غربا ومنهم من قال: أربعين دلوا، قاله لي أبو بكر بن الحارث عن أبي الحسن الدارقطني الحافظ ... وابن لهيعة غير محتج به، وقول من يوافق قوله من الصحابة قول رسول الله ﷺ في القلتين أولى أن يتبع".
(٤) كذا بالأصل.
1 / 49