وأخذت بغنائه، ولكنها انتهزت الفرصة، وغنت تتم أغنيته:
هل أعبث بما لا علم لي به
والأفق مستتر خلف سحاب؟
وعسى أن تكون المدخر لقلبي.
فتحول الشاب إليها فزعا مسحورا، فتلقته بضحكة عذبة، وقالت له: إن لك صوتا عذبا، فكيف أخفيته عني طوال هذه الأيام؟
فتصاعد الدم إلى وجنتيه قانيا، وارتجفت شفتاه ارتباكا، وقابل تلطفها بدهشة.
وأدركت المرأة ما يدور بخلده، فقالت تستدرجه: أراك تلهو بالغناء، وتترك العمل.
فبدا عليه الإنكار، وأشار إلى صورتها المحفورة. وتمتم: «انظري.»
وكانت الصورة قد استوت وجها جميلا لا تنقصه الحياة، فقالت بإعجاب: إنك لقادر يا بنامون.
فتنهد الشاب ارتياحا، وقال لها بامتنان: شكرا لك يا سيدتي. - فقالت تعطف الحديث إلى غايتها: ولكنك قسوت علي يا بنامون. - أنا .. كيف يا مولاتي؟
अज्ञात पृष्ठ