ولم يستطع الفنانون أن يخفوا غضبهم، فلم يملك الحاكم آني نفسه من الضحك. وتصايح التجار والملاك فرحين.
وصاح رامون حتب بغضب: أتريد أيها الفيلسوف أن تكون الحياة جدا خالصا؟
فهز الشيخ رأسه في هدوء، وقال والابتسامة لا تفارق شفتيه: كلا، ما إلى هذا قصدت؛ فاللعب ضرورة، ولكن ينبغي أن تذكر أنه لعب.
فسأله هنفر بتحد: هل الإبداع الملهم لعب؟
فقال الفيلسوف باستهانة: أنت تسميه الإلهام والإبداع، أما أنا فأعلم أنه لعب الخيال.
ونظرت رادوبيس إلى المعمار هني تحثه على خوض المعركة، وتحاول أن تخرجه عن صمته الطبيعي، ولكن الرجل لم يلب إغراءها، لا استهانة منه بالموضوع الذي يثير النقاش، ولكن اعتقادا منه - إن حقا كان أو وهما - أن هوف لا يعني ما يقول وأنه يداعب هنفر ورامون حتب - على الأخص- بأسلوبه القاسي. أما الشاعر فاشتد به الغضب، ونسي أنه في قصر بيجة، وسأل الفيلسوف بلهجة حاقدة: إذا كان الفن لعب خيال، فلماذا يكلف أهله ما لا طاقة لهم به؟ - لأنه يتقاضاهم إغفال ما تعودوا عليه من الفكر والمنطق، واللياذ بعالم الطفولة والخيال!
فهز الشاعر كتفيه استهانة، وقال: إن هذا الكلام لا يستحق الرد عليه.
وأمن على قوله هنفر، وابتسم هني موافقا، ولكن رامون حتب لم يستطع صبرا، ولم يطق غضبه السكوت، فجال بناظريه في الوجوه الساخرة، وقال بحدة: أليس يخلق الفن لكم لذة وجمالا؟
فقال له عانن، وهو لا يكاد يدري ما يقول لأن الخمر كانت لعبت برأسه: ما أتفه هذا!
فاحتد الشاعر، وترك زهرة اللوتس تقع من يده وقال في عنف: ما بال هؤلاء الناس لا يفقهون لما يقولون معنى. أيجوز أن أذكر اللذة والجمال، فيقال لي إنها شيء تافه؟ .. وهل توجد غاية في الدنيا وراء الجمال واللذة؟!
अज्ञात पृष्ठ