وجواهره، لا أنسى أبدا، ولأحملن ذكرى هذه الأيام في نفسي، ولا أنساها أبد الدهر، ليحضر الآلهة إلى القربان، ما عدا «بعلا» فإنه لن يحضر؛ لأنه رفض أن يستشير الآلهة وأرسل على الأرض الطوفان، وأسلم بكل شعبي إلى الدمار.»
ولقد غضب «بعل» أشد الغضب عندما عرف أن بقية من الإنسان لا تزال حية فوق الأرض، وأراد أن يهلك «أوت-نابشتيم» وأهله، غير أن «إيا» صرفته عن عزمه ودافعت عن صفيها «أوت»؛ لأنه لم يستشر الآلهة عندما أمر بحدوث الطوفان العام وإفناء الأحياء، ونصحت إليه بأن لا يعاقب إلا المذنبين بذنوبهم دون بني الإنسان في مجموعهم. وأخيرا اقتنع «بعل»، فجاء إلى سفينة «أوت» التي كانت تحمل البقية الباقية من النوع البشري، وأخذ بيد «أوت-نابشتيم» وزوجه وقادهما إلى العراء خارج السفينة؛ حيث أنعم عليهما وحباهما البركة. ثم يقول «أوت»: ثم قادوني بعيدا إلى مصب أحد الأنهار، وأمروني بأن أعيش هناك.
هذه هي القصة التي رواها «أوت-نابشتيم» «للبطل غلغامش». ولا يظهر للمطلع على القصة سبب في إفناء النوع البشري، اللهم إلا العداء الذي استحكم بين البشر وبين الآلهة، وعلى الأخص بين أبطال بني الإنسان وبين الإله المحارب «بعل» الكبير. ولكن يظهر بجلاء من سياق القصة أن «مجمع الآلهة» قد قرر تخريب مدينة «شوريباك» وحدها، وأنه لم يوافق على إفناء النوع البشري. ولا مراء مطلقا في أن هذه القصة عبارة عن أسطورتين تدامجتا معا على مر الزمان، ثم أصبحتا من بعد قصة واحدة تدور حول بطلين أولهما غلغامش بطل «أرك» وأوت-نابشتيم سلفه العظيم، الذي رفعته الآلهة إلى مصافهم.
ومما يدل واضح الدلالة على قدم هذه القصة أن الباحثين قد عثروا على لوح بجوار قرية أبي حية - «مدينة سيبار
Sippar » قديما - يرجع تاريخه إلى 2100ق.م.
وعلى الرغم من أن هذا اللوح مشوه تشويها كبيرا، فليس من الصعب أن تستدل من قراءته على مشابهات، تعرف منها أواصر العلاقة بين الرواية التي تروى فيه وبين قصة «غلغامش».
ولقد ذكر «بروسوس»
Berossus
ترجمة لأسطورة الطوفان في تاريخه المعروف، وقد تبدل فيها اسم «إيا» باسم «كرونوس»
Chronos
अज्ञात पृष्ठ