अनातोल फ्रांस के बारे में कहानियाँ
قصص عن أناتول فرانس
शैलियों
عنقود العنب
كنت سعيدا، بل كنت سعيدا جدا، كنت أتمثل في والدي وفي والدتي وفي خادمتي مخلوقات عظيمة خارقة للعادة، كثيرة الرقة، شاهدة على أيام الحياة الأولى، وخالدة وحيدة في نوعها. وكنت على ثقة أن في مقدورهم حفظي بعيدا عن كل أذى، وكنت أشعر لقربهم مني بأمن تام. كانت الثقة التي تبعثها والدتي في نفسي لا حد لها، وعندما أذكر تلك الثقة المقدسة - بل المعبودة - أشعر برغبة عظيمة في أن أرسل قبلات لذلك الطفل الصغير الذي كنته. وهؤلاء الذين يدركون صعوبة الاحتفاظ بتذكار على كماله في هذا العالم يفهمون السبب في هذا الاندفاع نحو مثل تلك الذكريات.
كنت سعيدا، كانت آلاف الأفكار من عادية وغامضة تشغل خيالي، آلاف الأشياء التي لم تكن شيئا في حد ذاتها، ولكنها كانت تكون جزءا من حياتي. كانت حياتي صغيرة الدائرة إلى حد كبير، ولكني كنت أتخيلها حياة خاصة، ومركزا لجملة أشياء، مركزا لعالم خاص. لكم أن تبتسموا سخرية مما أقول، ولكم أن تبتسموا عن حب وصداقة وتفكروا فيه؛ إذ الحق أن كل من يحيا، ولو كان كلبا، يظن في حياته أنها أهم حياة، لو كان يملك قوة تفكير.
كنت سعيدا بأن أرى وأسمع، كانت أمي لا تفتح خزانتها ذات المرآة قبل أن تبعث في نفسي روحا رقيقة مملوءة شعرا بدافع حب الاستطلاع، فماذا كانت تحوي تلك الخزانة؟ يا رباه! لقد كانت تحوي ما يجب أن تحوي من ملابس بيضاء، وصناديق صغيرة ذات رائحة، وعلبا مصنوعة من الورق المقوى وصناديق.
إنني أتبين في أمي المسكينة تعلقا بجمع العلب التي كان لديها منها مقادير هائلة، ومن كل نوع. كانت هذه العلب، التي كان محرما علي أن ألمسها، تبعث في نفسي تفكيرا عميقا، كذلك لعبي كانت تشغل رأسي الصغير، على الأقل تلك اللعب التي كانوا يعدونني إياها وأنتظرها عبثا، فإن اللعب التي كنت أملكها لم أكن أعتبرها غريبة غامضة بعد، فكانت لا تسرني في شيء.
أما اللعب التي كنت أحلم بها فكم كانت جميلة! ومعجزة أخرى كانت عدد الرسوم والوجوه التي يمكن استخراجها بجرة قلم أو ريشة. كنت أرسم جنودا بأن أصور رأسا أبيضي الشكل أضع فوقه القبعة العسكرية الخاصة ... ولم أتعلم أن أدخل الرأس في تلك القبعة إلى حد الحاجبين إلا بعد ملاحظات عدة. كنت مغرما بالزهور، وبالروائح العطرية، وبأدوات المائدة الفاخرة، وبالملابس الجميلة.
كنت أشعر بالغرور حين أضع على رأسي قبعتي ذات الريش، أو ألبس جواربي الحريرية ذات الألوان. أما ما كنت أحبه أكثر من كل شيء آخر، فقد كان مجموعة الأشياء من المنزل إلى الهواء إلى الضوء ... وماذا؟ الحياة أخيرا! كانت تحوطني رقة وسلام، ولم يكن هناك طير صغير أسعد مني في حياتي وسط عشه المملتئ بالزغب الذي يحتك به.
كنت سعيدا، كنت سعيدا جدا، ومع ذلك كنت أحسد ولدا آخر اسمه «ألفونس»، ولا أعرف له اسما آخر، ومن المحتمل كثيرا ألا يكون له غيره. كانت أمه غاسلة ملابس تشتغل بالمدينة. كان ألفونس يتجول طول اليوم، دون أن يصنع شيئا، في الحوش أو على الرصيف، وكنت ألحظ من نافذتي وجهه القذر، وشعره الأصفر القذر غير المرتب، وسراويله القصيرة الممزقة، وحذاءه البالي الذي كان يسير به في الماء. ولقد كنت أود أنا أيضا أن أسير في الماء مطلق الحرية.
كان ألفونس يتصل بالطاهيات فينال منهن ضربات قوية على وجهه، وقطعا صغيرة جدا من اللحم، وكان «سواس» الخيل يرسلونه أحيانا ليملأ دلوا من الماء، فكان يرجع به فخورا محمر الوجه وقد خرج لسانه من فمه إعياء ... وكنت أحسده! لم تكن لديه مثلي خرافات لافونتين وعليه واجب حفظها، ولم يكن يخاف مثلي أن يناله التعنيف لقليل من القذارة يصيب ملابسه، ولم يكن واجبا عليه أن يقول مثلي: «عم صباحا يا سيدي! عمي صباحا يا سيدتي!» لأشخاص ما كان ليهمني أمرهم البتة في يوم من الأيام، سواء كانوا من الصالحين أو الطالحين!
وإذا لم تكن لديه مثلي سفينة نوح
अज्ञात पृष्ठ