فينظر العبد عن يمينه، فلا يرى إلا ما قدم، وعن شماله، فلا يرى إلا ما قدم، وبين يديه، فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن، فبكلمة طيبة.
الفصل الرابع
من هذه الطريقة في الفقر المحمدي ، أنك إذا صليت الصلوات الخمس تكن حاضرا بقلبك فيها، ولا تعامل ربك وأنت غائب القلب، بل صل صلاة ناصح لمولاه، قد حضر بين يديه بجميعه، فلم يتخلف عن خدمته بشيء منه ، حضر بقلبه ، كما حضر بجسده ، ويعلم المصلي أنه واقف بين يدي ربه، وخالقه، وهو مطلع عليه، ويرى خطراته.
فإذا سمعت المؤذن، فاجعل نفسك كأنك قد سمعت داعي الله، فأجبت داعيه، ثم نهضت مطيعا ممتثلا لأمره، فتوضأت وضوء كاملا ثلاثا، ثم قصدت بيت مولاك مطيعا له، غير ملتفت، ولا مستعجل بل تمشي بالهيبة والسكينة والوقار.
فإذا دخلت المسجد ققل : أستغفر الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، ثم تقصد الصف الأول، عن يمين الإمام، أو بقربه، ثم إن حصل لك مكان، فكل ذلك قد وردت فضيلته في السنة، ففي الحديث: إن الله وملاتكته يصلون على ميامن الصفوف، بشرط ألا يؤذي أحدا، فيشتغل قلبه بالزحام.
فإذا وقفت في مصلاك، فاحضر بين يدي رب الأرباب، ورب
पृष्ठ 30