وتحفظ عينيك عن النظر إلى النساء الأجانب والصبيان المرد، وتحذر من الاجتماع بهم لغير ضرورة، وإذا كان ضرووة فتحفظ وترمي بنظرك إلى الأرض، وتحفظ قلبك عن الميل، فإن الله عز وجل يعلم ما في قلبك، فلا تخن الله عز وجل وهو مطلع عليك، يعلم ما في سرك، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالأجانب وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، والأمرد كذلك، فاجتنب هؤلاء الأصناف، كيلا يوقعوك في نقض العهد الذي عاهدت مع ربك، فتعصي ربك بعد التوبة بزناء العين.
وزناء القلب.
وكذلك تحفظ سمعك عن الفواحش مما تحفظ عنه لسانك، فإن العبد يسأل يوم القيامة عن سمعه وبصره، وما عقد عليه بقلبه. قال لله تعالى : (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
فاستعد لمحاسبة ربك بلزوم طاعته، وطهارة جوارحك عن معاصيه ، عساك أن تلقاه بوجه أبيض - وذلك وجه الطائع - وإياك أن تلقاه بوجه أسود - وذلك وجه العاصي - قال الله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه).
وكذلك تحفظ بطنك عن الحرام والشبهات - على قدر الاستطاعة - وتحفظ يديك ورجليك عن البطش والسعي إلى ما حرمه الله، أو كرهه، فحفظ ذلك العهد والتوبة برعاية جوارحك السبع: العين، والأذن، واللسان، والبطن، والفرج، واليد، والرجل فهذه هي رعاياك، وأنت راعيها، وكل مسؤول عن رعيته
पृष्ठ 28