============================================================
القانون (عقيدة اليوسي في الامتزاج) ونحن تقول الامتزاج صحيح، والصورة صحيحة، ولكن ذلك بقدرة الفاعل المختار، وعند ذلك لا به، فلا تأثير لكيفية ولا مجاورة، بل التأثير كله للواحد المختار، وهاهنا ضل من يسند شيئا من الآثار لقير المولى جل جلاله، من الطبائعيين والفلسفيين، ومن يققو أثرهم عن غير بصيرة، من جهال المليين1، وكذا من يحيص2 عن هذه العلوم، لاحتوائها على هذا 1 الخبث، فليس ذلك ( دأب أهل الاستبصار من النظار، فاجن الثمار وخل العود للنان تعم، لم يزل العلماء يقررون هذه الحقائق بعباراتهم، اكتفاءا باصطلاحاتهم عن تكلف شيء آخر، ثم لابد من التنبيه على الحق، وريما يستغنى عن ذلك إن كان واضحا.
ثم هذا المزاج، إما أن يعتبر في البدن معتدلا حقيقيا، بأن تتساوى فيه الكيفيات الأربع، وهذا لا وجود له، اذ لو تساوت لتمانعت ببإذن الله، فلو كانت الحرارة مثلا المقتضية للحركة، تقاومها البرودة المقتضية للسكون، لزم أن لا يكون متحركا ولا ساكنا، فسقط البحث عنه، ولا يراد بالاطلاق، وإما أن يعتبر معتدلا بالاضافة، بأن يركب على ما يليق به في جنسه أو نوعه، أو صنفه أو بلده، وتجعل فيه الحرارة مثلا غالبة أو البرودة بقدر ما يستقيم، فيقال معتدل في الاصطلاح، كما لو زاد مركب الحبر في العفص اكثر، وفي الصمغ بحسب اللائق، فيكون حبرا معتدلا، من العدل في الصنعة لا من الاعتدال في السوزن، وكذا المزاج، فإن انحرف عن ذلك، بأن غلبت فيه كيفية أخرجته عن الاعتدال المذكور، نسب إليها، فيقال مزاج حار، لغلبة الحرارة فيه على الافراط، ومزاج بارد كذلك، ورطب ويابس، وان غلبت فيه كيفيتان نسب اليهما، فيقال حار رطب وهكذا.
ا- المنسوبون إلى ملة الإسلام من الفلاسفة وأهل الفرق.
ك حاص حوصا وجياصة حوله: حام.
पृष्ठ 236