وأما السرار : فمن رأى رجلا سار أميرا . فى طريقه، فإنه يموت ذلك الأمير، لأن مسارته إياه تلف روحه، لأن إرم ذات العماد لما فرغ من بناء قصره وسار لينظر إليه في جنده ، استقبله ملك الموت على صورة رجل عامي، فقال له : من أنت? قال : أنا ملك الموت، جئت لأقبض روحك! فقال له : دعني حتى أنظر إلى بناء قصري هذا! فقال له: لم يؤذن لي بهذا؛ ثم قبض روحه، وظن جنوده أنه يساره. فلما ان نظروا إليه، رأوا الملك ولم يروا أحدا.
كذلك كل من أودع إنسانا سرا، فإن المودع تصيبه نائبة.
وأما السرور فقد قال المسلمون: من رأى أنه سر فإنه حزنه؛ لأن فرح الكافر في الدنيا هو حزنه في الآخرة.
وقال أرطاميدورس: من رأى أصدقاءه في سرور فإنه يدل على أمر لذيذ(3)
وأما السرقة؛ فقد قال المسلمون: السارق ملك الموت عليه السلام إذا كان مجهولا ؛ فإن كان معروفا، فإن السارق يفيد من المسروق منه علما أو حرفة أو كلمة ينتفع بها. فإن رأى سارقا مجهولا دخل بيته وسرق طسته فإذا امرأته تموت، وكذلك إذا سرق ملحفته أو قمقمته أو ما ينسب من ذلك الشيء إلى النساء، فإن ذلك يدل على موت أهله؛ وكذلك إذا كان الشيء الذي سرق منسوبا إلى الخدام.
فإن رأى أنه سرق دراهمه وكان معروفا، فإنه نمام ينم. فإن كان مجهولا وكان شيخا، فإنه صديقه ينم عليه؛ وإن كان شابا، فإنه عدوه ينم عليه.
وقال أرطاميدورس : السرقة محمودة وهي دليل خير [لجميع الناس]) إلا لمن يريد أن يخدع .
पृष्ठ 420