بحومانة الدراج فالمتثلم
فحرك عبد الله بن جعفر رأسه، فقال معاوية: لم حركت رأسك يا ابن جعفر؟ قال: أريحية أجدها يا أمير المؤمنين لو لاقيت عندها لأبليت، ولئن سئلت عندها لأعطيت، وكان معاوية قد خضب، فقال ابن جعفر لبديح: هات غير هذا، وكانت عند معاوية جارية أعز جواريه عنده كانت متولية خضابه فغناه بديح:
وليس عندك شكر للتي جعلت
ما أبيض من قادمات الشعر كالحمم
وجددت منك ما قد كان أخلقه
صرف الزمان وطول الدهر والقدم
فطرب معاوية طربا شديدا، وجعل يحرك رجله، فقال ابن جعفر: يا أمير المؤمنين، سألتني عن تحريك رأسي فأخبرتك وأنا أسألك عن تحريك رجلك، فقال معاوية: كل كريم طروب، ثم قام وقال: لا يبرح أحد منكم حتى يأتيه أذني، فبعث إلى ابن جعفر بعشرة آلاف دينار ومائة ثوب من خاص ثيابه، وإلى كل رجل منهم بألف دينار وعشرة أثواب.
روى المبرد في الكامل، قال: حدثت أن معاوية استمع على يزيد ذات ليلة، فسمع من عنده غناء أعجبه، فلما أصبح قال ليزيد: من كان ملهيك البارحة، فقال له يزيد: ذاك سائب خاثر، قال: إذن فاخثر له من العطاء. وحدثت أن معاوية قال لعمرو: امض بنا إلى هذا الذي قد تشاغل باللهو، وسعى في هدم مروءته حتى ننعي عليه أي نعيب عليه، فعله يريد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فدخلا إليه وعنده سائب خاثر وهو يلقي على جوار لعبد الله، فأمر عبد الله بتنحية الجواري لدخول معاوية، وثبت سائب مكانه، وتنحى عبد الله عن سريره لمعاوية، فرفع معاوية عمرا، فأجلسه إلى جانبه، ثم قال لعبد الله: أعد ما كنت فيه، فأمر بالكراسي، فألقيت وأخرج الجواري، فتغنى سائب بقول قيس بن الخطيم:
ديار التي كادت ونحن على منى
تحل بنا لولا نجاء الركائب
अज्ञात पृष्ठ