16

Protection from the Schemes of Devils

التحصين من كيد الشياطين

शैलियों

والخبائث جمع خبيثة، يريد: ذُكْرانَ الشياطين وإناثهم) (١) . ومعلوم أن وجود الذكران والإناث مقتضٍ لحصول الجماع والتوالد، والله أعلم.
٥- وأما انتسابهم إلى أقوام وعشائر، فلقول الله تعالى - حكاية عن نفرٍ من الجن استمعوا القرآن من الرسول ﷺ: ﴿يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ﴾ [الأحقاف: ٣١] .
ولقوله ﷺ لأبي هريرة ﵁: «إِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ (٢) - وَنِعْمَ الْجِنُّ - فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلاَّ وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا» (٣) .
٦- ... وأما انتسابهم إلى أديان مختلفة، وكونهم طرائق عديدة من حيث الصلاح والفساد، فلقول الله تعالى - حكاية عن بعض الجن (٤) -: [الجنّ: ١١] ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا *﴾ .
قال الإمام القرطبي ﵀: (المعنى: لم يكن كل الجن كفارًا، بل كانوا مختلفين، منهم كفار، ومنهم مؤمنون صُلَحاء، ومنهم مؤمنون غير صُلحاء) (٥) .
٧- ... وأما أوصافهم التي اشتهروا بها فصارت كالأصناف لهم: فمنهم: الشياطين، ومنهم المردة - والعياذ بالله - قال تعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا

(١) الكلام لابن حجر ﵀. انظر: فتح الباري (١/٢٤٣) .
(٢) (نِصِّيبينَ)، أو (نَصِيبِينَ) بالتخفيف: (وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام) . انظر: معجم البلدان، لياقوت الحَمَوي: (٥/٢٣٣) .
(٣) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ سبق تخريجه ص ١٢، بالهامش ذي الرقم (١) .
(٤) وهم جن نصيبين، من ساكني جزيرة أقور، ونصيبين مدينة من أمهات مدن الجزيرة كما سبق بيانه ص١١ بالهامش ذي الرقم (١) .
(٥) انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (١٩/١٦) .

1 / 18