بمحمد (صلى الله عليه وسلم)، وما دعاؤنا أياك إلي القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلي [ق 19 ب] الأنجيل ولسنا ننهاك عن المسيح، ثم قرأ الكتاب فإذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد صلي الله عليه وسلم إلي المقوقس عظيم القبط والسلام علي من أتبع الهدي.
أما بعد فأني أدعوك بدعائه الإسلام، فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم إلا تعبدوا إلا الله ولا تشركوا به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون» .. فلما قرأه أخذه جعله في حق من عاج وختم عليه.
وعن أبان بن صالح (1) أنه قال أرسل المقوقس إلي حاطب ليلة وليس عنده أحد، إلا الترجمان، فقال ألا تخبرني عن أمور أسألك عنها فأني أعلم أن صاحبك قد يخبرك.
قلت: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك. قال: إلي ما يدعوا محمد؟ قال له: إلي أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتخلع ما سواه ويأمرك بالصلاة. قال: فكم تصلون. قال له: خمس صلوات فى اليوم والليلة، وصيام شهر رمضان وحج البيت [ق 20 أ] وأداء الزكاة وينهى عن أكل الميتة والدم.
قال: ومن أتباعه؟ قال له: الفتيان من قومه وغيرهم. قال: صفه لى: قال فوصفته له بصفته. قال قد بقيت أشياء لم أراك ذكرتها. قلت وما هي؟ قال في عينيه حمرة قل ما تفارقه وبين كتفيه خاتم النبوة، يركب الحمار ويجتزى بالتمرات والكسر. قلت هذه صفته قال: كنت أعلم زن نبيا قد بقي، وقد كنت أظن أن مخرجه من الشام، وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله فأراه قد خرج من العرب في أرض جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في أتباعه وأنا أعلم أن صاحبك سيظهر علي البلاد وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتي يظهروا على ما ها هنا من البلاد وإنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا واحدا.
قال ثم دعا المقوقس كاتبا يكتب بالعربية فكتب كتابا وهو يقول فيه: من المقوقس عظيم القبط. أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت وما دعوتنا إليه وقد علمت أنك نبي مرسل وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان [ق 20 ب] عظيم من القبط وكسوة وبغلة وعسل والسلام.
पृष्ठ 31