قال: إني لأكره أن يتكلم المتكلم بذلك لعثوثة لفظه، فأما إذا أراد أثبتنا ثوابك، وأرحمنا برحمتك، فقد أصاب، لأن الرضى والتوبة من الله، رحمة وثواب.
ويجوز أن يقال: يا رب لا ترزقني الحرام، ولا تطعمني إياه أم لا؟
بل جايز له ذلك أن يسأل الله: أن لا يجعله من أهل الكفر والمعاصي، لأن الحرام هو رزق الله، فما أكله رزق الغذاء، لا رزق التمليك، ولا رازق غير الله، ولا مطعم غيره.
مسألة: في من يقول: اللهم اعزم لنا بالخير:
قال: أرجو أنه يجوز، لسعة اللغة في معنى الإرادة، ومكروه أن يقال: فال الله ولا فالك، وقوله: ما عندي قليل الله، ولا كثيره، من الجنس الذي طلب إليه، فإذا صدق في إخباره، فلا أرى عليه بأسا.
مسألة:
وهل يجوز أن يقال لله: أرحم الرحماء، وأعلم العلماء أو لا؟
لا أروى جواز الوصف له، إلا بما وصف نفسه: أنه أرحم الراحمين ، وأما قوله: أعلم العلماء، فقد أصاب، وإن أراد به يعلم، ولا يعلمون فجائز ولا يجوز التشبيه له بخلقه.
ولا يجوز: يا غياث المستغيثين، ولكن يقول: يا من هو غياث المستغيثين، ويا من يستغاث به. والله أعلم.
ولا يجوز أن يقال: اللهم اكفنا ظلمة خلقك.
وقيل: يجوز.
وعن أبي سعيد - في قول الداعي- : اللهم لا تطعمنا الحرام، إنها كلمة جافية، لا تجوز، وأحب أن يدعى بغيرها. وبالله التوفيق.
الباب الخامس والسبعون والمائتان
في الاستخارة والاستشارة
أبو الحسن البسياني - وعن الداعي: هل يجوز أن يقول في دعائه: اللهم إن كان هذا المر خيرا فاقضه لي، وإن كان شرا فاصرفه عني، في أمر قد خشى منه الضرر، ورجا منه النفع؟ وهل يجوز أن يدعي على سبيل الشريطة؛ فإني قد وجدت في بعض الآثار: ينهى عن ذلك، ويؤمر أن يدعى بالقطع ويسأله أن يجعل له في ذلك الخيرة، ويقول: اللهم افعل لي كذا وكذا، واجعل لي فيه الخيرة، فما كان معك في ذلك، أو سمعت فيه؟
पृष्ठ 198