ومن قال: اللهم لا تنسنا ذكرك، ولا تولنا غيرك، فليقل ذلك، على معنى: لا تحل بيننا وبين طاعتك، كقوله تعالى: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) يقول: إن الله لم يحملهم ما لا طاقة لهم به، ولكن يقول: اللهم لا تفعل بنا ما يحول بيننا وبين طاعتك، وقوله تعالى: (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) إنما هو بأمرهم بالدعاء.
وقال في موضع آخر: لا تولنا غيرك، لا يجوز والله أعلم.
ويجوز أن يقال: اللهم لا تجعلنا خلقا خلقته للنار.
وجائز: اللهم اعزم لي على الخير.
ويقال: أنت عفو فاعف عني، فيسأل بالأفضل.
ولا يقال: أنت عدل فتفضل علي، ويجوز: أعوذ بالله من نقمه وابتلائه.
وقول من قال: اللهم أجرني من عذاب النار، أو أغثني من الظلمة، وأجرني منهم، فكل ذلك ما عرفت به بأسا. والله أعلم.
ويجوز: اللهم يسر لنا، وكره من كره، ولا تعسر علينا.
ويجوز في صفة الله: أن يقال: ياذا المدعو، وأن يقال: ياذا الخلق، وذلك مثل قوله: ياذا العرش .
ويجوز أن يدعى: اللهم تحمل عني ذنوبي، واحمل عني ذنوبي، على معنى العفو عنه، ليس أن يشبه بالخلق، من الحمل - تعالى الله عن ذلك، وهذا يخرج عن المجاز.
وكذلك يجوز أن يقال: اللهم زدني خيرا، على معنى المجاز؛ لأن هذا المعقول من القول، وإرادة الله، قد تقدمت، فيما أراد - تبارك وتعالى.
مسألة:
هذا مما عرض على أبي سعيد، فرآه صوابا:
يا من هو تحت كل شيء؛ وليس له تحت، ويا من هو فوق كل شيء، وليس له فوق، ويا من هو أول كل شيء، وليس له أول، ويا من هو آخر كل شيء، وليس له آخر.
قال المؤلف: سل عن الصفة لله، بأنه تحت، فإنها كلمة جافية، لأني وجدت النهي عن القول: يا من هو تحت كل شيء، فلا يحسن أن يقال: إن الله تحت كل شيء، كما يحسن أن يقال: فوق كل شيء.
مسألة: ومن جوابات لأبي عبدالله محمد بن الحسن بن غسان - قلت: هل يجوز في الدعاء: يا رب ارض عنا برضاك، وتب علينا بتوبتك؟ أم لا يجوز ذلك؟
पृष्ठ 197