नूर वक्कड
النور الوقاد على علم الرشاد لمحمد الرقيشي
शैलियों
( لمنهم قعدوا عن ذاك وانتدبوا لنصرة الكفر إهمالا له وقلى ) اعلم أن فضل الجهاد عظيم وذكره ف بكتاب الله في آيات عديدة والأحاديث في ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كثيرة وكتب الفقه بذلك مشحونة ويكفي في ذلك قوله تعالى : ( أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) وقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ) وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة والجنة تحت ظلال السيوف ) وكان ( صلى الله عليه وسلم ) لا يتلثم في الغزو وقال لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا وقيل المنقطع شسعه في الغزو مثل المتعبد في أهله أربعين خريفا وقال أقوم حيث أخاف العدو ويخافني ولم أضرب فيه بسيف وأرجع سالما خير من عبادة ستين سنة غير الفرائض إذا كان موافقا للسنة وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) كل حسنات ابن آدم تحصيها الملائكة الكاتبون للحسنات إلا حسنات المجاهد ولو زيد أضعافهم ويعدل حسنات أذناهم رجلا حسنات العابدين منذ أول الدنيا إلى انقطاعها وسئل عن فضل الخادم في سبيل الله فقال ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله أي ما أحصى ثواب الخادم في سبيل الله وقيل عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حرمة امرأة الغازي كحرمة نسائي عليكم من آذاها فقد أذى الله والله الخليفة على تركة الغازي في سبيل الله وقيل من كبر تكبيرة في سبيل الله كان أثقل في ميزانه من السموات السبع وما فيهن وما فوقهن وما تحتهن ويرفع بها صوته وقيل من صلى ركعتين في سبيل الله خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وكتب له بعدد شعر رأسه وبدنه وكما عتق ربيعة ومضر رقابا في سبيل الله ذرية من ولد إسماعيل دية كل واحد اثنا عشر ألفا وقيل إذا فضل الغازي في سبيل الله من عند أهله فصلى خمس صلوات بعث الله سبعين ألف ملك من الروحانيين يصلون عليه وكان له عبادتهم حتى يرجع إلى أهله فإن هلك فقد استوجب رضوان الله في الجنة وقال الله تمن علي ما شئت قال فإذا خرج الغازي في سبيل الله وبكى أهله وبكوا عليه وقيل بكت الحيطان لبكائهم فإذا خرج من باب منزله خرج كما تخرج الحبة من سلخها وصفا الذي بينه وبين الله وصار في حد الشرف الأعظم فإذا صفوا في سبيل الله استجيب لهم الدعاء وفتحت لهم أبواب السموات وأبواب الجنان وأشرفت عليهم الحور الحسان ويقلن اللهم ثبته فإذا صرع الشهيد فإنما يتلبط في تربة الجنة وابتدرته الحور العين بمناديل الجنة ويمسحن غرة وجهه عن التراب ويقلن اللهم ترب من تربة وعفر من عفره وكلما تقدم كان أعظم له وأشرف وفي القيامة لا يصف الواصفون ما له من الكرامة وقيل يقول الله تبارك وتعالى يا أوليائي الذين أرقوا دمائهم في فيأتون متقلدين السيوف وجراحهم ينضح دما على لون الزعفران ورائحة المسك ويقولون للخلائق أفرجوا لنا عن الطريق فنحن الذين ارقنا في الله دماءنا وأيتمنا في الله أبناءنا وايمنا في الله نساءنا وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لو كنت أنا وإبراهيم عليه السلام لأفرجنا لهم عن الطريق لما نرى من كرامتهم على الله وقيل أنه ينتهي من شرفهم أنهم على موائد تحت العرش والناس في أموال يوم القيامة وإذا سمعوا صواعق القيامة قال بعضهم لبعض كأنه صوت الآذان في الدنيا وبالجملة فضيلة الجهاد لا تقاس ولا يبلغها وصف لأنهم أحباء الله ووفده والكريم يكرم وفده وحبيبه ومن أراد الزيادة فليراجع المطولات والله هو الصادق في وعده ووعيده وكفى بما ذكرناه واعلم أن المجاهد الحقيقي الذي يريد بجهاده أن تكون كلمة الله هي العلياء وكلمة الذين كفروا هي السفلى ويريد إنفاذ أوامر الله ومصرة دينه مع قطع النظر عن غير ذلك ويسأل الله من فضله ويدعوه رغبا فو ثوابه وهربا من أليم عقابه والله نسأله من فضله منازل الشهداء ويختم لنا أعمالنا بخاتمة الخير ....
पृष्ठ 174