أن "ما" مصدرية وصلت بالفعل وتقدر بجصدر منصوب على الحال، تقديره: خلوا، أي خالين من زيد، وإن جرت فحروف تتعلق بما قبلها.
قوله: (واسمها واجب الإضمار) إذا قلت: قام القوم ليس زيدا.. ففي "اليس" ضمير يعود على البعض المفهوم من الكلام، ولما كان البعض مفردا لم يظهر بعد "ليس" ضيمر تثنية ولا جمع إذا كان الخبر مثنى أو جمعا نحو: قام القوم ليس الزيدين.
لقوله: (بغير وسوى) أما "غير" فيأتي حكمها، وأما سوى فمنصوبة على الظرف، ولم يذكر سيبويه(1) الاستثناء بها . وقد زعم ابن مالك أنها لا يلزم ظرفيتها، بل تقع مبتدأ وفاعلة ومفعولة فعلى هذا تجري مجرى "غير" . ومما وقعت فيه فاعلة قول الشاعر: ولم يبق سوى العدوان دناهم كما دانوا(2) ووحقيقة الظرف ها هنا ممتنعة . وقد سمع من كلامهم وصل الموصول بها فيقولون: مررت بالذي سواك(3). فليست ها هنا بمعنى "غير" لأن غيرا الا تدخل ها هنا إلا والضمير قبلها، فيقولون مررت بالذي هو غيرك فلما وصلوا بها بغير ضمير ادعى أنها ظرف. وكأنك قلت: مررت بالذي امكانك، أي استقر مكانك، وصار عوضا منك في مكانك فحصلت المغايرة بذذلك. "فسوى" وإن أفهمت معنى "غير" فليس ذلك على جهة الترادف .
قوله: (والإسم بعد إلا أو غير إلى.. فالأفصح البدل)، مثال تفريغ العامل: ما قام إلا زيد، وما خرج غير عمرو، "فزيد وغير" مرتفعان على الفاعلية، لأن العامل لم يشغل بغيرهما وقد أجاز الفراء نصبهما على الاستثناء وورفعهما على البدل، ويكون الفاعل محذوفا وهذا جار على مذهب الكوفيين.
(1) في الكتاب 359/1.. ومما جاء من الأسماء فيه معنى "إلا" فغير وسوى..
(2) البيت للفند الزماني - بكسر الزاي وتشديد الميم المفتوحة - أنظر: أمالي القالي 160/1، والمغني 319/1، وأوضح المسالك 71/2، وشرح ابن عقيل 613/1.
(3) انظر: أوضح المسالك 70/1، ونسب هذا الرأي إلى البصريين.
अज्ञात पृष्ठ