220

** الفصل الثاني :

في خواص القديم

وفيه مباحث :

** البحث الأول : في أن القديم هل يصح اسناده (1) إلى الفاعل أم لا؟ (2)

المشهور بين الناس أن هذه مسألة خلاف بين الحكماء والمتكلمين ، فإن الحكماء جوزوا اسناد القديم إلى المؤثر ، لأن علة الحاجة إلى المؤثر عندهم هي الإمكان ، وهذه العلة ثابتة في القديم الممكن ، فيثبت حكمها وهو الاحتياج. والمتكلمون منعوا في الظاهر اسناده إلى الفاعل ، لأن علة الحاجة إلى الفاعل إنما هي الحدوث.

وفي التحقيق : لا نزاع بين الخصمين ، لأن الحكماء اتفقوا على امتناع اسناد القديم إلى المؤثر المختار ، لأن المختار إنما يفعل بتوسط القصد والداعي ، والداعي إنما يتوجه إلى إيجاد المعدوم لا الموجود ، لاستحالة القصد إلى تحصيل

पृष्ठ 225