154

** البحث العاشر :

** في أن الممكن الموجود ، هل يحتاج في بقائه إلى السبب أم لا؟ (1)

اختلف الناس في ذلك ، فذهب الأوائل والمتأخرون من المتكلمين إلى أن الممكن حال بقائه محتاج إلى السبب ، ونفاه قدماء المتكلمين (2) والمعتمد الأول.

لنا : أن العلة المحوجة إلى المؤثر هو الإمكان ، وهو لازم للماهية ، ثابت لها حالة البقاء ، كما ثبت حالة الحدوث ، فيلزم ثبوت الاحتياج في الحالتين ، لوجود العلة فيهما.

وأيضا : لو استغنى الممكن في وجوده في الزمن الثاني عن المؤثر ، لكان واجبا ، إذ ليس معنى الواجب سوى المستغني في وجوده عن السبب ، فإن كان لذاته فهو محال ، لاستحالة تعدد الواجب لذاته ، وتجدد الوجوب الذاتي للشيء ، وإن كان لغيره ، فهو المطلوب.

احتجوا بوجهين :

** الأول :

، أو لا. فإن لم يكن له أثر البتة ، كان الباقي في ذلك الوجود غنيا عن ذلك المؤثر. وإن كان له أثر ، فإما أن يكون هو الوجود (3) الأول ، أو غيره. فإن كان

पृष्ठ 157