وجد نفسه في طرف الميدان الآخر، ولم يجد نفسه هكذا صدفة أو لله في لله. لقد لمح من بعيد فتاة واقفة وحدها في ذلك الجزء من الميدان، فخف القدم إليها وهو يدعو الله في سره ألا تتحرك أو يظهر لها زميل. وفعلا حين وصل إليها وجدها وحيدة، ليس هذا فقط، بل دهش حين اقترب منها وابتسم لها فابتسمت له، وعلى هذا وجد نفسه يقول: مساء سعيد.
فكادت تضحك وهي تقول بإنجليزية ذات لكنة ألمانية غريبة على أذنيه: مساء سعيد.
وتهلل وجهه وقلبه وكل جسده بشرا ... هنا مربط الفرس. وهكذا وقف أمامها وسألها عن الساعة، سؤال سخيف عنف له نفسه، فقد كان من الممكن أن يبدأ الحديث بطريقة أذكى، ولكنه لم يكن في حاجة إلى أي ذكاء، فقد ردت عليه قائلة وهي تتمايل: ماذا يهم أن تكون الساعة، فلتكن العاشرة أو الواحدة، ماذا يهم؟
وأدرك أنها «شاربة» واستغرب، فقد كانت صغيرة لا يتعدى عمرها السادسة عشرة، وكانت حلوة جدا، تقاطيعها بريئة جميلة مسمسمة، ودمها خفيف، وجسدها يتموج أمام عينية كالبالوظة. قال لنفسه: هيه سكرانة وحلوة وموش على بعضها، منتظر إيه ياللا!
واقترب منها جدا حتى بدأ جسداهما يتماسان، وضحك في خبث وقال لها: هل ممكن تصحبيني لنأخذ شيئا ... هنا في هذا المحل؟
وقالت له: غير ممكن. - ليه؟
قالت: إنني أنتظر صديقي.
وتعكنن. - وأين صديقك؟
قالت: في التواليت.
وأشارت إلى باب نفق مضيء قريب لا بد أنه يؤدي إلى التواليت.
अज्ञात पृष्ठ