لم يبق شيءٌ من الدنيا تُسَرّ به ... غيرُ الدفاترِ فيها الشعرُ والسّمَرَ
لم يبق لي ما يسرني غير كتبي أقرأ فيها الأشعار والأخبار.
لم يجتمع جمعٌ لغيرِ بَيْنِ ... لفرقةٍ كُلٌُّ اجتماع اثنينِ
كل اثنين مجتمعين لا بد أن يتفرقا.
لَوَ أنّ الأمرَ مُقبِلُه جَلِيّ ... كَمُدْبرِهِ لما عَميَ البصيرُ
لو كنا نعرف عواقب الأمور كما نعرف ما مضى منها لم نخطئ.
لوْ أنّ من قال: نارٌ أحرقَتْ فمه ... لما تَفوّهَ باسمِ النارِ مَخلوقُ
ليس من ينطق بلفظ (نار) يحرق لسانه، وإلا لما تفوه بها أحد.
لوْ فَكّرَ العاشقْ في منتهى ... حُسْنِ الذي يَسْبيهِ لمْ يَسْبِه
لو عرف العاشق كيف يصبح معشوقه في القبر جثة هامدة لما عشقه.
لوْ كان يُمْكنني سفرْتُ عن الصبّا ... فالشيبُ مِن قبلِ الأوانِ تَلَثُّمْ
أنا شاب، وقد عاجلني الشيب، ولكني ما أزال أتمتع بقوة الشباب، والشيب قبل أوانه مثل اللثام الذي يستر وجهك.
لو كان لي أو لغيْري قدْرُ أنملة ... فوقَ التّرابِ لكانَ الأمر مُشْتَركا
لو كان للناس حبة تراب من الأرض التي يسكنونها، ظننت أنهم مشتركون في ملكها، ولكن الناس يذهبون والأرض تبقى، وليست ملكًا لأحد.
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت ... ما كانَ يُعرفُ طَيبُ عَرفِ العودِ
لا تعرف فضيلة المحسود إلا بلسان الحاسد، كما لا تعرف رائحة العود الطيبة إلا بعد إحراق العود.
لولا العقولُ لكانَ أدنى ضيغمٍ ... أدنى إلى شرَفٍ من الإنسانِ
لو كان الشرف للقوة البدنية لا للعقل لكان الأسد أشرف من الإنسان.
لولا المشقّةُ سادَ الناسُ كلُهُمو ... الجُود يُفقرُ والإقدامُ قتّالُ
لولا الجهد والتعب في طلب المجد لأصبح الناس جميعا سادة، ولكن للمجد تكاليف وأعباء فإن الكرم يفقر صاحبه، وإنّ الشجاعة تقتل ربها.
لو نظرَ الناسُ إلى عَيْبِهمْ ... ما عابَ إنسانٌ على الناسِ
لو نظر كل إنسان إلى عيبه لم يعب إنسانًا إنسان.
لياليّ بَعْدُ الظاعنينَ شُكولُ ... طِوالٌ وليلُ العاشقينَ طَويلُ
لقد بعد أحبابي عني فأصبحت لياليّ على شكل واحد في طولها وأرقها وعذابها، وليل العاشق طويل.
ليسَ الجمال لوجهٍ صحّ مارِنُه ... أنفُ العزيز بِقَطُع العِزّ يُجتدَعُ
ليس الجمال بجمال الأنوف، فرب عزيز قطع أنفه، أنفةً من الذل والضيم.
ليسَ الحجابُ بمُقصٍ عنكَ لي أملًا ... إنّ السماءَ تُرجى حينَ تَحتجِبُ
لقد حجبت نفسك عني فلم أرك، ولكن أملي لم ينقطع منك والسماء يرجى مطرها وخيرها حين تحجبها الغيوم.
ليسَ الغبيُّ بسيّدٍ في قومه ... لكِنّ سيد قومه المتُغابي
الغبي لا يكون سيدًا، ولكن المتغابي عن هفوات أهله وقومه، هو السيد.
ليسَ اللئيم تَزينُه أثْوابهِ ... كالميت ليسَ تَزينُه الأكفانُ
لا تزين اللئيم أثوابه، كما لا تزين الميت أكفانه.
ليسَ بالسِنِّ تُستَحَقُّ المنايا ... كم نجا بازلٌ وعُوجِل بَكْرُ
ليس تقدم الإنسان في سنه هو الذي يميته، فكم عاش العجوز ومات الشاب.
ليسَ بِعلمٍ ما يقي القِمَطْرُ ... ما العلمُ إلا ما وَعاهُ الصّدْرُ
العلم في الصدور لا في السطور القمطر الكتاب والدفتر.
ليسَ على اللهِ بِمُسْتَنْكَرٍ ... أنْ يَجمعَ العالمَ في واحِدِ
رب إنسان واحد كأنه الناس كلهم، في علمه وفضله وكرمه، وليس ذلك على الله بكثير.
ليسَ للحاجاتِ إلا ... مَنْ لهُ وَجْهٌ وقاحُ
لا يدرك حاجاته إلا الوقح الملحاح
ليسَ لمَنْ ليست له حيلة ... إلا عزاءُ النفسِ بالصبّرِ
من لم يستطع تحقيق أمله تعزى عنه بالصبر.
لئنْ كنتُ محتاجًا إلى الحلمٍ إنني ... إلى الجهل في بعضِ الأحايين أحوجُ
أنا محتاج إلى الحلم والعقل في أكثر الأحيان، ولكني أحتاج إلى الجهل والطيش في بعض الأحيان، حسب من أعامل من الناس.
حرف الميم
ما أحسنَ الدّينَ والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ بالرّجلِ
ما أحسن أن يكون الإنسان جامعًا بين الدين والدنيا وما أقبح أن يجمع بين الكفر والفقر.
1 / 31