البلاد واسعة تتسع لخلق الله، ولكن ما يجعلها ضيّقةً هو شحّ الناس وحرصُهم.
لعمرُكَ ما في الأرضِ ضيقٌ على امرئٍ ... سَرى راغبًا أو راهبًا وهْوَ يَعْقُل
لا تضيق الأرض بطالب رزق ما دام عاقلًا يسعى إلى أمله.
لعمرُكَ ما مالُ الفتى بذخيرةٍ ... ولكنّ إخوانَ الثّقاتِ الذخائرُ
ليس المال ذخيرة للإنسان، فقد يذهب ويفتقر، ولكن الأصدقاء المخلصين هم الذخائر الحقيقية.
لعمرُكَ ما وُدُّ اللسانِ بنافعٍ ... إذا لم يكن أصلُ المودّةِ في الصدّرِ
لا ينفع ود اللسان، إذا كان القلب خاليًا من الود.
لعمرُك ما يَدري المسافرُ هلْ لَه ... نجاحٌ وما يَدري متى هُوَ راجِعُ
لا يعرف المسافر في طلب حاجة هل هو ناجح في تحقيق، ولا يدري متى يعود من سفره.
لعمرُكَ ما يدري امرؤ كيفَ يتّقي ... إذا هُو لمْ يجعلْ له اللهُ واقيًا
لا يستطيع المرء أن يحفظ نفسه ويتقي تلقي المصائب إذا لم يحفظه الله.
لَعمري أحاديثُ النفوسِ ظنونُ ... وما عَزّ من شيءٍ فسوفَ يهونُ
الأحلام أوهام، وكل عزيز لا بد أن يذوق الهوان.
لعمري لَقدْ جربتُمو ورأيتُمو ... وقد ينفعُ المرءَ اللبيبَ تجاربْهْ
أيها الناس! قد جربتم الحياة، واللبيب تنفعه التجربة.
لعمريَ لليْأسُ عندَ الأري ... بِ خيرٌ من الطمعِ الكاذبِ
اليأس المريح خير من الطمع الكاذب.
لعنَ اللهُ نخوةً ... صَار من بَعْدِها ضَرَعْ
لعن الله العزة التي تنقلب إلى ذل، والمتكبر الذي ينقلب إلى متضرع.
لُعِنَتْ مقارنةُ اللئيمِ فإنّها ... ضيفٌ يجرُّ من الندامةِ ضيْفنا
صحبة اللئيم مزعجة تجر الندامة، كالضيف الثقيل بأتي معه بضيف أكثر ثقلًا منه.
لقدْ أباحَك غِشًا في مُعاملةٍ ... مَنْ كنتَ منه بغير الصدق تنتَفِعُ
كنت تنتفع بكذب فلان، فالآن بدأ يغشك ويكذب عليك.
لقدْ أجلّكَ من يُرضيك ظاهرُه ... وقد أطاعَكَ من يَعْصيك مُستترِا
إذا أرضاك ظاهر إنسان، فإنه يحترمك، ودع باطن أمره له، وإذا قام بعصيانك في الخفاء، فإنه يطيعك، فلا تكثر البحث عنه.
لقد ترجُو فيعسرُ ما تُرَجّي ... عليكَ وينجعُ الأمرُ العسيرُ
قد يصعب تحقيق الرجاء، وقد يتيسر الأمل الذي كان عسيرا
لكلّ امرئٍ شعبٌ من القلبِ فارغ ... وموضعُ نجوى لا يرامُ إطلاعُها
لكل صديق من أصدقائي مكان في قلبي، لا يحله غيره، ومكان لسره لا يطلع عليه أحد.
لكل امرئٍ في الخيرِ والشرّ عادة ... وكل امرئٍ جارٍ على ما تعوّدا
الخير والشر عادة، ولكل امرئ ما تعود.
لكل داءٍ دواءٌ يُستَطبُ به ... إلا الحماقةَ أعيَتْ من يُداويها
لكل داء دواء إلا الحماقة
لكل ناعٍ ذات يومٍ ناعي ... وإنما السعي بقدْرِ السّاعي
ناعي الموتى لا بد له من يوم ينعى هو فيه، ولكل ساع ما بذل من سعي.
للبكاء النساءُ عندَ الرزايا ... ولحسن العزاءِ فيها الرجالُ
النساء يُحسنّ البكاء عند المصائب، والرجال يحسنون العزاء والتصبر.
للحقّ عاقبةٌ تُرْجى وتُنتظرُ ... وفي الليالي وفي الأيامِ مُعْتَبَرُ
عاقبة الحق مَرْجوة منتظرة، وفي الأيام والليالي عبرة لمن يعتبر.
للهِ أسرارٌ مع التدبير ... يَحارُ فيها بَصَرُ البصيرِ
لله أسرار في تدبيره لخلقه لا يعرفها البصير
للهِ دَرّ الشيّبِ مِنْ واعظٍ ... وناصحٍ لو قُبِلَ الناصِحْ
ما أحسن مواعظ الشيب لو وجدت من يستمع إليها.
لمْ أرَ شيئًا صادقًا نَفْعُهُ ... للمرءِ كالدّرهم والسيفِ
أنفع الأشياء للإنسان اثنان: المال والقوة.
لما تؤذنُ الدنيا به مِنْ صُروفِها ... يكونُ بكاءُ الطّفل ساعةَ يُولد
يولد الطفل، حين يولد، وهو يبكي، لأنه يعرف سلفًا ما سوف يلقى من مصائب الحياة.
لمنْ تطلُبُ الدنيا إذا لم تُرِدْ بها ... سرورَ مُحِبٍّ أو إساءةَ مُجرمِ
لماذا تطلب المال إذا كنت لا تريد أن تسر محبيك وأصدقاءك وأن تسوء منغصيك وأعداءك.
لم يأتِ بالأخبارِ كالخبيرِ ... قد يُخْبِرُ الطرفُ عن الضميرِ
الخبير أعلم الناس بالأخبار، والعين تظهر ما في القلب.
1 / 30