101

[فائدة] قوله تعالى: ((وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين)) [النمل: 75]، وقوله تعالى: ((وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)) [يس: 12] ونحوهما من الآيات، من المعروف أن الأمر إذا سجل في كتاب كان أبعد من النسيان والضياع، وهذا أمر متقرر عند الناس، ومن هنا دونت كتب العلم، ولولا ذلك لضاع كثير من العلم أو أكثره، ومن قبل جمع القرآن في المصحف، هذا والله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى التسجيل وتقييد معلوماته في كتاب، لأنه سبحانه محيط بكل شيء علما، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولاتأخذه سبحانه غفلة أو نسيان ولا سنة ولا نوم يعلم السر وأخفى.

إذا عرفت ذلك تبين لك صحة قول أئمتنا عليهم السلام: إن الكتاب المذكور: المراد به العلم، وذلك على طريقة الكناية التي هي أبلغ من الحقيقة، كما ذلك معروف عند أهل البلاغة والبيان.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم.

पृष्ठ 101