الخامس أن الله تعالى كتب على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن عشرا، ثم كان آخر فأكل لحما فأوجع فاه فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدين سبعًا، ثم كان ملك آخر فقال: لنتمن هذا السبع ولنجعلنه في الربيع. فصار خمسين.
قال القاضي ابن العربي ﵀: أما من قال إنه صوم عاشوراء فمتعلقه ما روي عن النبي ﷺ لما قدم على اليهود وجدهم يصومون عاشوراء فسألهم فقالوا: هذا يوم أنجى الله فيه موسى وغرق فرعون فقال لهم النبي ﷺ: نحن أحق بموسى منكم" فصامه النبي ﵇ وأمر بصيامه حتى فرض رمضان فقال النبي ﷺ: (هذا) " يوم عاشوراء لم يكتب الله عليكم صيامه فمن شاء صام ومن شاء أفطر".
وهذا لا حجة فيه لوجهين: أحدهما أن الله تعالى لم يكتب على اليهود صوم عاشوراء وإنما صاموه من قبل أنفسهم شكرا لله تعالى على ما منح قومهم من خلاصة من فرعون وسلامتهم: الثاني أن الله تعالى قال في هذه الآية: ﴿أياما معدودات﴾ وعاشوراء واحد، فخرج بذلك من الآية وأما من قال إنه صوم ثلاثة أيام من كل شهر فلم يصح سنده فلا يشتغل به. وأما قول أبي العالية فهو الصحيح لما ثبت عن البراء ﵁ أنه قال: كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل الله: ﴿علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم﴾.
2 / 56