A Golden Advice to Islamic Groups
نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية
संपादक
مشهور حسن سلمان
प्रकाशक
دار الراية
प्रकाशन वर्ष
1410 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
الرياض
من غيره، وليس للثاني أن يقول: شدَّ لي وانتسبْ لي دون معلِّمكَ الأول، بل إنْ تَعلَّمَ من اثنين فإنه يراعي حق كل منهما، ولا يتعصب لا للأوّل ولا للثّاني، وإذا كان تعليم الأوّل له أكثر كانت رعايته لحقه أكثر.
[الموالاة للمؤمنين
بقدر ما فيهم من طاعات]
وإذا اجتمعوا على طاعة الله ورسوله وتعاونوا على البر والتقوى لم يكن أحد في كل شيء؛ بل يكون كل شخص مع كل شخص في طاعة الله ورسوله(١)، ولا يكونون مع أحد في معصية الله ورسوله، بل يتعاونون على الصِّدق والعدل والإِحسان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصر المظلوم وكل ما يحبه الله ورسوله؛ ولا يتعاونون لا على ظلمٍ ولا عصبية جاهلية، ولا اتباع الهوى بدون هدى من الله، ولا تفرق ولا اختلاف؛ ولا شد وسط لشخص ليتابعه في كل شيء، ولا يحالفه على غير ما أمر الله به ورسوله.
وحينئذ فلا ينتقل أحدٌ عن أحدٍ إلى أحد؛ ولا ينتمي أحد: لا لقيطاً، ولا ثقيلاً ولا غير ذلك من أسماء الجاهلية؛ فإن هذه الأمور إنما ولَّدها كونُ الأستاذ يريد أن يوافقه تلميذه على ما يريد، فيوالي من يواليه، ويعادي من يعاديه مطلقاً. وهذا حرام؛ ليس لأحد أن يأمر به أحداً؛ ولا يجيب عليه أحداً(٢)؛ بل تجمعهم السنّةُ وتفرّقهم البدعة؛ يجمعهم فعلُ ما أمر الله به
(١) قال السبكي في نحو هذه الصورة في ((الفتاوى)): (٥٥٠/٢): ((فإِذا اجتمع قوم على ذلك، وتعاهدوا عليه، (فَنِعِمُّ هو)).
(٢) وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة ومعصية، وسنة وبدعة، استحق من الموالاة والثواب، بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعادات والعقاب، بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإِكرام والإِهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير، تقطع يده لسرقته، ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته. =
49