الشاذروان" (١): (يجب على متولي البيت الحرام والناظرِ في المشاعر الكرام، رعايةُ مصالحهما والاهتمام بعمارتهما).
وقوله أيضًا في أثناء كلام متعلق بعمل ما يتعلق بالكعبة ما لفظه: (ولا يتمكن كلُّ أحدٍ من تغييره بيده، وإنما ذلك منوطٌ بولاةِ الأمر فيه)، انتهى.
[وجه الاستشهاد]:
فنبه على أن عمارة ما يتعلق بها فضلًا عن عمارتها كلها إنما هو لولي الأمر عليها، وهو أصالة سلطان الإِسلام والمسلمين مراد خان، دام له العز والنصر والإِمكان.
فإن قلت: ذكر المحِبُّ بعد سياق حديث عائشة في قوله: "فإن بدا لقومك ... " إلى آخره: (تصريح بالإِذن في أن يفعل ذلك عند القدرة عليه والتمكن منه، وفي قوله: "لولا حدثان قومك بشرك لهدمت الكعبة" حثٌّ على ذلك، ودلالةٌ على أن المانعَ منه حِدْثَانُهم بالشرك، فنبّه على أنه من مهمات الدين عند تمكنِ الإِسلام، وهذا الذي حثّ ابنَ الزبير على هدمِ الكعبة وبنائها على قواعدها، فلم يكن ملومًا، ولا عُدّ متهتكًا حرمته، بل قائمًا في ذلك الحرمة، متبعًا للسنّة.
ومدلولُ هذا الحديث تصريحًا وتلويحًا ينتج التغيير في البيت الحرام
_________
= الدمياطي وغيرهما، أثنى عليه الأكابر، قال فيه الذهبي: كان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز. والسبكي: شيخ الحرم وحافظ الحجاز بلا مدافعة. ينظر: تذكرة الحفاظ: ٤/ ٢٥٨، طبقات الشافعية للسبكي: ٨/ ١٨، العقد الثمين للفاسي: ٣/ ٦١، الأعلام للزركلي: ١/ ١٥٩، وغيرها. وللدكتور عايض الردادي: "الأسرة الطبرية المكية".
(١) عبارة عن رسالة صغيرة في نصف كراس كما وصفها الفاسي في العقد الثمين، توجد نسخة منها في مكتبة برلين برقم ٥٥٣٦ (١٠)، "التاريخ والمؤرخون"، للهيلة: ٥٥، "معجم الموضوعات المطروقة": (شاذروان).
1 / 61