واستعنت الله تعالى في تحرير هذا الجزء اللطيف، والعقد المنيف، وسميته:
نشر ألوية التشريف بالإِعلام والتعريف بمن له ولاية عمارة ما سقط من البيت الشريف
وبالله أعتضد، وعليه أعتمد، وهو حسبي ونعم الوكيل، لا رب غيره ولا خير إلَّا خيره.
* * *
(الشاهد الأول)
فمن الشواهد لما ذكرته:
قصَّة سيل أم نهشل (١)، وهو سيل كان في عهد خلافة عمر ابن الخطاب ﵁، فحمل المقام (٢) من مكانه، ووجد بأسفل مكة، وغبي مكانه الذي كان فيه، فربط بلصق الكعبة، بأستارها، وكتب إلى عمر فجاء فزعًا، ودخل مكة محرمًا بعمرة، ورد المقام لمكانه الذي كان به، لأن المطلب بن أبي وداعة السهمي (٣) كان وقع في باله احتمالًا وقوع هذا الأمر، فأخذ قدر
_________
(١) أم نهشل هي بنت عبيدة بن أبي أحيحة، ونسب ذلك السيل إليها لكونه حملها في طريقه من أعلى مكة إلى أسفلها واستخرجت من أسفل مكة، واقتلع ذلك السيل مقام إبراهيم ﵇، فلم يفعل الناس شيئًا حتى قدم الخليفة أمير المؤمنين عمر ﵁. وكان ذلك عام ١٧ للهجرة.
(٢) المقام: هو مقام إبراهيم خليل الرحمن، في المسجد الحرام قبالة باب البيت، وهو موضع معروف، وعن ابن عباس وابن عمرو: أن المقام والحجر الأسود من الجنة. تهذيب الأسماء: ٣/ ١٥٥ بتصرف يسير.
(٣) هو المطلب بن أبي وداعة الحارث بن أبي صبيرة بن سعيد السهمي القرشي، أمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب، روى له مسلم حديثه عن حفصة في صلاة السبحة قاعدًا، قال الواقدي: نزل المدينة وله بها دار، وبقي دهرًا ومات بها، وذكره ابن سعد في مسلمة الفتح. تهذيب التهذيب: ٤/ ٩٤.
1 / 43