नक़ल से सृजन तक (खंड दो परिवर्तन)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
शैलियों
37
ويظهر سقراط نموذجا للحكيم الذي يؤمن بخلود النفس وبقائها بعد البدن؛ ومن ثم فلا خوف من الموت. وقد سار في ذلك أرسطو أيضا عندما نزل به الموت وحزن عليه تلاميذه فكتب وصيته في رسالة التفاحة أسوة بحوار سقراط مع تلاميذه في محاورة فيدون. فالانتحال إبداع حضاري لإكمال النقص، فأرسطو تلميذ سقراط ومقلد له. والإيمان بالقانون وبحكم القانون حتى ولو كان ظالما. فذاك من علامات الإيمان بالقضاء والقدر. وسقراط من زمرة الشهداء في تاريخ الإنسانية مثل هابيل الذي قتله قابيل، والمسيح الذي قتله اليهود، وموسى الذي أراد فرعون هلاكه، والمسلمين يوم أحد. وأحيانا يروى عن سقراط ما لا يتفق مع موقفه كفيلسوف مثل وصيته عند موته بذبح ديك في الهيكل وفاء بنذر له. فالوفاء بالنذر قراءة حضارية من الموروث للوافد.
38
ويذكر المجسطي أكثر من بطليموس لأهمية العلم على العالم، والفكر على الشخص. ويضع الإخوان آراءهم في الفلك ثم يقارنونها بالمجسطي لبطليموس ربطا للحقيقة بنشأتها، والبنية بتاريخها والحاضر بالماضي، يعطي الإخوان المبادئ العامة، ويحيلون التفصيلات إلى المجسطي. ويتحققون من صدق آرائهم وذهاب الشكوك عنها عن طريق المجسطي. ويتبين في المجسطي حركات الأفلاك حول المركز ببراهين هندسية. أما حركات الكواكب السيارة فقد بينها الإخوان في رسالة «السماء والعالم»، وشرح ذلك في المجسطي، ويثبت المجسطي أن الكواكب أكريات مستديرات بقياس هندسي، ويتفق الحكماء معه في أن سبب الحرارة دوران الشمس فوق الأرض من ناحية الشمال ستة أشهر في الصيف. كما أثبت المجسطي أن حركات الأفلاك والكواكب أسرع ببراهين هندسية ضرورية. ويعتمد المجسطي على كتاب إقليدس؛ فالهندسة أساس الفلك. ويذكر بطليموس مع من سبقوه ولحقوه في التراث العلمي.
39
والأهم من ذلك هو جعل بطليموس حكيما إشراقيا يعشق علم النجوم، ويجعل علم الهندسة سلما يصعد عليه إلى الفلك وكأنه يصعد بنفسه لا بجسده. والمتأمل في الفلك بطريقة القياس والبرهان فإنه يهتدي إلى معرفة البعث وعلم حقيقة القيامة. كما يبين الفلك في المجسطي أن حركات الأفلاك واقفة بقصد قاصد، وصنع صانع، وجعل جاعل، وفعل فاعل، حكيم قادر عالم. ويصور قصد الله وصور في الهيولي عالم الأجسام ذا الثلاثة أبعاد وجعلها على شكل كريات مستديرة يحيط بعضها ببعض كما هو الحال في كتاب المجسطي وكتاب بانياس الحكيم في تركيب الأفلاك وأطباق السموات، وجعلها مسكنا لعبيده وجنوده، النفوس السارية في العالم، أجناس الملائكة وقبائل الجن وأحزاب الشياطين وأرواح بني آدم المديرين للأفلاك والكواكب بإذن الله. ويتم تشخيص عالم الكواكب وتحويله إلى عالم إنساني. فهو كبيت غاب صاحبه ولكن ينظر إليه يحفظه ويرعاه. فالله هو رب العالم وراعيه. نظم القمر في منازله.
40
ويحال إلى جالينوس في كتابه «منافع الأعضاء» لمعرفة مزيد من التفصيل عن أعضاء بدن الإنسان أو استشهادا به على صحة قول الإخوان عن اعتدال المزاج لصحة الجسم. كما يستشهد به ابتداء باعتباره سلطة في الطب، إثباتا لحركة الشيء دورانا زيادة ونقصانا وتحليلا للرطوبة في الجسم، والأهم من ذلك هو تركيب الوافد على الموروث، وتركيب الطب الجسمي على الطب النفسي، والانتقال من الجسم إلى إثبات جوهر النفس، وتدخل الله في الطبيعة من خلال الأسباب مثل حفظ الشمس للجسد بأمر الله.
41
وتتعلق الحكمة الهرمسية أساسا بالطبيعيات كما عرضها في الكتاب المخزون «أسرار النيرنجيات» لروحانيات القمر وشروق الشمس وضوئها ومع ذلك لا يوجد فيه كل شيء، وقد صعد هرمس المثلث بالحكمة وهو إدريس النبي إلى فلك زحل ودار معه ثلاثين سنة حتى شاهد أحوال الفلك ثم نزل إلى الأرض وخبر الناس بعلم النجوم، وأصبح نموذجا لكل من تشتاق نفسه إلى الصعود. ويسميه الإخوان المثلث بالحكمة وليس بالعظمة. وهو ليس يونانيا فقط بل يهوديا ومسيحيا وإسلاميا. وقد كثر ذكره في رسالة السحر. والتوحيد بين هرمس المثلث العظمة والنبي إدريس هو أحد مظاهر التحول من الوافد إلى الموروث مدعما بنصوص القرآن وكما دونه التاريخ.
अज्ञात पृष्ठ