नेपोलियन बोनापार्ट इन मिस्र
نابوليون بونابارت في مصر
शैलियों
ولقد أسرعت بتعيين رجال الشرطة حتى يعود الأمن إلى نصابه ولا يعبث به عابث، وسيكون لكم ديوان مؤلف من سبعة أشخاص يجتمعون في جامع «الدود» «كذا» ويكون اثنان منهم دائما متصلين بالقائد ويبقى أربعة منهم للاهتمام بحفظ الأمن ومراقبة الشرطة.» ا.ه حرفيا.
ومدهش أن الجبرتي لم يأت على نص هذا المنشور، مع حرصه على نصوص تلك المنشورات، وغاية ما ورد في كتابه قوله: إن الفرنساويين أعطوا الوفد الأول الذي قابل نابوليون «سواء أكان الرجل المغربي وصاحبه، أم بعض التجار وقنصل فرنسا، وكاتب إبراهيم بك» ورقة لتطمين أهل مصر، وعبارتها مغايرة للأصل الذي نقلنا تعريبه من المصادر الرسمية، وجاء الشيخ الدحداح بتعريب ذلك المنشور بعبارة مغلوطة ركيكة، تخالف كثيرا في نقطها الأساسية، الأصل الرسمي، ولم يذكره ولم يشر إليه المعلم نقولا الترك.
ورواية الجبرتي، بعد ذلك أصح من غيرها قال : «ولما رجع الجواب بذلك «وبعد ذلك المنشور» اطمأن الناس، وركب الشيخ الصاوي والشيخ سليمان الفيومي وآخرون إلى الجيزة فتلقاهم نابوليون وضحك لهم، وقال لهم: أنتم المشايخ الكبار؟ فأعلموه أن المشايخ الكبار خافوا وهربوا، فقال: لأي شيء يهربون؟ اكتبوا لهم بالحضور، ونحن نعمل لكم ديوانا لأجل راحتكم وراحة الرعية وإجراء الشريعة، فكتبوا منه عدة مكاتبات بالحضور والأمان، ثم انفصلوا من معسكره بعد العشاء، وحضروا إلى مصر واطمأن برجوعهم الناس وكانوا في وجل وخوف على غيابهم، وأصبحوا فأرسلوا الأمان إلى المشايخ فحضر الشيخ السادات والشيخ الشرقاوي والمشايخ، ومن انضم إليهم من الناس الفارين من ناحية المطرية، أما السيد عمر مكرم نقيب الأشراف فإنه لم يطمئن ولم يحضر.»
وكانت العامة من الأهالي لما علموا بفرار البكوات وكبار المماليك، انقضت على دورهم كالذئاب الخاطفة فنهبتها وأشعلت النار في بعضها، وبيع ما كان في تلك القصور والدور، من فرش ونحاس وأمتعة، بأبخس الأثمان، وهكذا الغوغاء تفعل في كل مكان وزمان، حيث لا راع ولا وازع.
قال «لاكروا»: واستمرت المخاطبات دائرة بين أهالي المدينة من جهة، والقائد العام من جهة أخرى، فيما بين الثالث والعشرين إلى الخامس والعشرين من شهر يوليو فلم يبق أحد ممن له حيثية في القاهرة لم يعبر النيل لملاقاة «السلطان الكبير»، كما لقب الناس بونابرت إذ ذاك «ولم نر في الجبرتي ذكرا لهذا اللقب» وتقديم واجبات الطاعة والخضوع له فكان نابوليون يقابلهم جميعا بالبشاشة والاستئناس ليبعث الطمأنينة في نفوسهم.
وكان يساعد بونابرت في تطييب خواطر القوم المترجم بينه وبينهم، وكان من ذوي الحصافة والعلم، وهو المستشرق المعروف مسيو فانتير
M. Venture
3
ولما عزم نابوليون على الانتقال من الجيزة للقاهرة، شرع أولا في أخذ الحيطة اللازمة للجيش وله، فأصدر أمره للجنرال «ديزيه» باحتلال الجهة الواقعة على بعد فرسخين جنوبي الجيزة، وإقامة الطوابي والمتاريس، ووضع المدافع اللازمة توقيا من هجوم مراد بك، وكذلك أمر الجنرال «دوجا» بإقامة خط دفاع عند نقطة الهرم توقيا من هجوم العربان، وبعث بونابرت بكميات وافرة من الغلال والأرز والمئونة إلى رشيد في القوارب لتموين الجيش والأسطول.
وفي يوم الأربعاء 25 يولية 11 صفر
अज्ञात पृष्ठ