وفوجئ سويلم بالخبر وقالت نعمات: ألف مبروك، ألف مبروك يا باشمهندس. أزغرد، ابني أصبح مهندسا في السكة الحديد.
وأتاحت الجملة لسويلم أن يفكر قليلا ثم قال: متى عرضت عليك؟ - اليوم طبعا، وهل يمكن أن أخفي عنك شيئا هاما كهذا؟ - وأنت ما رأيك؟ - أريد أن أعرف رأيك أولا. - ألم تقل إنك تريد أن تفتح ورشة؟ - الآن؟ لا يمكن، أنا سأعمل بعد الظهر في ورشة الأسطى داود الميكانيكي بالمعادي. - أنت يا باشمهندس تعمل بورشة مع أسطى؟ - الذي تعلمناه في الكتب شيء والحياة شيء آخر، أيرضيك أن أتعلم الهندسة في سيارات خلق الله.
ولم يملك سويلم نفسه وقام إلى ابنه وهو يقول له: قم، قم، قف على حيلك.
وظنت نعمات أن زوجها غاضب فصاحت: انتظر يا سويلم بالهداوة، بالراحة يا سويلم.
وأعاد سويلم الجملة: قم قلت لك.
ووقف مجدي ذاهلا وإذا سويلم يقول له: ادخل في حضن أبيك، أنا اليوم عرفت أنني خلفت رجلا لا طفلا.
وزغردت نعمات دون أن تدري لماذا واستطرد سويلم: كنت أخاف أن تظن أنك ما دمت حصلت على شهادة الهندسة ستحتقر الأسطوات، وتقول في نفسك إنك مهندس، وإنهم لا يعرفون ما تعرف، أنا الآن مطمئن إذا مت هذه اللحظة.
وتقاطعه نعمات: يا أخويا بعد الشر إن شاء الله العدو. أهذا وقته.
ويضحك ثلاثتهم ويعودون إلى مجلسهم، ثم يقول مجدي: ما دام الأمر كذلك فأنا أريد أن أتزوج.
وتسارع نعمات وتضع يدها فوق شفتها العليا متهيئة لزغرودة أخرى، فيقفز مجدي في هذه المرة ويضع يده على فم أمه: في عرضك يا ماما الذي لم يسمع الأولى قد يسمع الثانية.
अज्ञात पृष्ठ