============================================================
لدى أفراد أو موظفين ومنه الأمر بقتل "ابن السابق" - أحد سكان الحسينية - الذي ركب فرسأ وجرد سيفا وشق المدينة وصار يضرب بالسيف من يظفر به من اليهود والنصارى، "افجرح منهم ثلاثة نفر"، معتلا بأنه بذلك ينصر دين الله موتوليتهم المناصب الكبار فى الدولة واحترامها لهم ماداموا ملتزمين بمهام عملهم، غير مقصرين أو متجاوزين فيه ... وكان [النشو] مباشر استيفاء الدولة الشريفة وهو تصرانى، واتصل بالسلطان، وصار له عنده صورة كبيرة، وكان له من الحرمة بالديار المصرية ما لا يوصف". بل وكتابة السلطان كتابا إلى "ابن القيمرى" - ناظر الحرم الشريف بالقدس مع بعض الخولة "بالوصية به، وتمكينه من الدخول إلى القيامة من غير أن تؤخذ منه حقوق على جارى العاده"، واهتمامه بالسؤال منه عند عوده من سفره، فلما أعلمه أنه عند وصوله القدس أخرق به ناظر الحرم، وكذلك المباشرون وأخذوا منه الحق بزايد، وأنكروا مرسوم السلطان "حرج السلطان لذلك، ورسم بأن يركب بريدى للوقت ويضرب ابن القيمرى مائتى عصاق وكذلك رفقته المباشرين، ويستخرج منهم مائة ألف درهم، فركب إليهم وعزهم، وفعل بهم ما رسم له به". وغير ذلك من الشواهد التي تجعل من الكتاب مصدرا مهما فى إعادة تقويم علاقة سلاطين المماليك بأهل الذمة.
وهو معنى - كذلك- برصد ما اعتبره حوادث متفردة لم تتكرر نماذج لها فى حولياته، ومنها: بيع الورد بدمشق "كل عشرة أرطال بدرهم ونصف"، مقرا بآن "هذا شي لم يعهد من رخص الورد، خصوصا فى نيسان"، وولادة ثلاثين جرو لكلبة بالقاهرة، "أحضرت بين يدى السلطان ولما رآها تعجب من ذلك عجبا عظيما"، وإن تشكك فى الخبر، مذيلا عليه بقوله: "والله أعلم بذلك 4، وطرح البحر المزجور لسمكة ميتة لاطولها اثنان وثلاثون ذراعا، وسعة فمها ستة أذرع"، وإحضار شخص من جهة الروم إلى الملك خربندا طوله خمسة عشر ذراعا "ليس يتكلم، وأنه إذا جاع أو عطش يضحك فيطعم ويسقى، وإذا شبع وروى يضحك أيضا" وما إلى ذلك مما يعد من نوادر الحوادث ومستغرباتها، والطريف أن هذا النوع من الحوادث مازال يلقى فى
पृष्ठ 21