============================================================
الختمات فيها، والاحتفال بمواكبهم حال سلطنتهم، أو عودهم من الحج، أو من الفتوح. واستقبال أمير الحاج أو أمير الركب - والثناء عليه، أو التشكى منه وما قد يرتبط بالحج من تغاير فى بعض الرسوم، ومنها اقتراح الناصر محمد بن قلاوون الرابع والعشربين من شوال موعدا لرحيل الركب من البركة - بدلأ من السادس عشر منه منعا من الإقامة بمكة أياما طويلة بما يؤدى إلى تفادى الغلاء والفتن، واستمرار ذلك بعده، والتنبيه على مشاهير الحجاج كالسلاطين وكبار الأمراء والنظار، وأرباب الدول ووجهائها، كقفل المغرب، وملك التكرور، وصهر نائب القرم وزوجته، وما قد يتبع موسم الحج من فتن، تستوجب عزل بعض آمراء مكة واعتقالهم، واستبدالهم بغيرهم.
وتلك المجالس التي غالبا ما تكون المنافسة بين العلماء ورجال الدين سببا فيها، أو يكون عدم التوافق العقدى داعيا لها، ومنها: تلك المجالس التي عقدت للإمام ابن تيمية - يرحمه الله والتي اقتضت اعتقاله، وتعزير أتباعه وتلامذته، وفتنة ابن البققى، المقتضية قتله، وابن اللبان المقتضية متعه من الكلام على المنابر هو وغيره، والتصدى لغيرها من الفتن الاجتماعية التي يؤدى عدم احتوائها فى حينها إلى خرق كبير، كفتنة الإسكندرية وقد تصدت الدولة لها بالترهيب والترغيب، وتصدى الدولة للفاسدين والعابثين بالأهالى، ومنها ما ورد قرين إنشاء جامع الخناقة، وإبطال الملاهى وحبس الزوانى، أو تزويجهن - بعد استتابتهن والتصدى للصوص، ومعاقبة القائمين على استتباب الأمن فى البلاد حال التستر على الفساد أو الإهمال بقطع الأيدى، والتنكيل بمن يقوموا بتشعيث وهدم الأبنية ونهبها أو تحريقها من جهال النصارى والمسلمين وقتل الدجالين واعتقال المنجمين والتنكيل بهم لما شاع من إفسادهم "حال النساء"، ومجالس الفساد، كما فى تنكيل الظاهر بيبرس بالمجتمعين على أكل "التطماح"، وأمر الناصر بالقبض على المنجمين وضربهم حتى الممات.
ورصدت الحوادث علاقة الدولة وسلاطينها بأهل الذمة، ومنع التعدى على أرواحهم وممتلكاتهم، وممارستهم لشعائرهم، وبان من خلالها أن التجاوز فى بعض الأحيان - إلى الإضرار بهم ومضايقتهم لم يكن نهج دولة وإنما كان مبعثه ضيق أفق
पृष्ठ 20