٨٩ - رَأَى مَا رَأَى مِنْ عِظْمِ آَيَاتِ رَبِّهِ ... وَعَادَ وَلَمْ يَخْلُ الْفِرَاشُ مِنَ الْحَرِّ (١)
٩٠ - وَمَا ضَلَّ فِيمَا قَالَ عَنْهُ وَمَا غَوَى ... وَمَا زَاغَ عَنْ رُؤْيَا وَمَا مَانَ (٢) فِي خَبْرِ
٩١ - وَمَا مَالَ عَنْ حَقٍّ وَمَا قَالَ عَنْ هَوَى ... وَلَكِنْ يَقُولُ الْحَقَّ عَنْهُ إِذَا سُرِّى (٣)
الفصل الثالث
بعض معجزاته ﷺ -
٩٢ - وَكَلَّمُهُ ظَبْيٌ (٤) وَشَاةٌ. . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
(١) قال البيروتي في أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب (١/ ١٤٨) (٦٨٩): [حديث ذهابه ورجوعه ليلة الإسراء ولم يبرد فراشه لم يثبت ذلك ...]. وقال الشقيري في السنن والمبتدعات (ص/١٤٣): [ومسألة ذهابه ﷺ ورجوعه ليلة الإسراء، ولم يبرد فراشه لم تثبت بل هي أكذوبة من أكاذيب الناس].
(٢) أي كذب. قال الرازي في مختار الصحاح مادة (مين): [المَيْنُ: الكذب، وجمعه: مُيُونٌ، يُقال: أَكثَرُ الظُّنُون مُيُون، وقد مَانَ الرجل من باب باع، فهو مائِنٌ، ومَيُون].
(٣) قال ابن الجوزي في غريب الحديث (باب السين مع الراء): [سُرِّيَ عَنْهُ أي كًشِفَ عَنْهُ الخَوْف]، ويشير الناظم ﵀ إلى صدق النبي ﷺ في إبلاغ خبر السماء، بعد انكشاف الوحي عنه. روى البخاري (٤/ ١٥٨١) (٤٠٩٣)، ومسلم (٢/ ٧٤١) (١٠٦٤) من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ مرفوعًا: (ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء).
(٤) كلام الغزالة مع النبي ﷺ قد ورد من طرق لا تخلو من مقال عن أم سلمة، وأنس،
وزيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري ﵃ إلا أن مجموع هذه الطرق يشهد أن لهذه القصة أصلًا. فعن أم سلمة ﵂ قالت: [كان رسول الله ﷺ في الصحراء، فإذا مناديا يناديه: يا رسول الله، فالتفت فلم ير أحدا، ثم التفت فإذا ظبية موثقة، فقالت: ادن مني يا رسول الله، فدنا منها فقال: (حاجتك؟) قالت: إن لي خشفين في ذلك الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك، قال: (وتفعلين؟) قالت: عذبني الله بعذاب العشار إن لم أفعل، فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها، وانتبه الأعرابي فقال: لك حاجة يا رسول الله؟ قال: (نعم تطلق هذه) فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله] رواه الطبراني (٢٣/ ٣٣١) (٧٦٣)، وغيره، وقال الهيثمي في المجمع: (رواه الطبراني، وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف)، وقال عنه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (٤٨٢): ضعيف جدًا. وأما حديث أنس ﵁ فرواه الطبراني في " الأوسط " (٥/ ٣٥٨) (٥٥٤٧)، وغيره، وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٤٠): (رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف). وأما حديث زيد فرواه البيهقي في " دلائل النبوة " (٦/ ٣٤ - ٣٥)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (٤/ ٣٨٠)، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ١٤٩) ثم قال: وفي بعضه نكارة. وأما حديث أبي سعيد، فرواه أبو نعيم في " دلائل النبوة " وقال الشامي في " سبل الهدى والرشاد (٩/ ٥٢٠): [قال الحافظ في أماليه على مختصر ابن الحاجب بعد أن أورده من حديث أبي سعيد: حديث غريب، وعلي بن قادم، وشيخه، وشيخ شيوخه كوفيون فيهم مقال، وأشدهم ضعفا عطية، ولو توبع حكمت بحسنه.]، وقال أيضًا - الشامي - في نفس الموضع: [قال القطب الحضرمي في خصائصه: هذا الحديث ضعفه بعض الحفاظ لكن طرقه يتقوى بعضها ببعض، انتهى. وقال الشيخ: لهذا الحديث طرق كثيرة تشهد أن للقصة أصلا، انتهى.]. وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (٣٣٢): (حديث: تسليم الغزالة، اشتهر على الألسنة، وفي المدائح النبوية، وليس له كما قاله ابن كثير أصل، ومن نسبه إلى النبي ﷺ فقد كذب، ولكن قد ورد الكلام في الجملة في عدة أحاديث يتقوى بعضها ببعض، أوردها شيخنا في المجلس الحادي والستين من تخريج أحاديث المختصر)، وانظر الخصائص الكبرى للسيوطي (٢/ ٦١).
1 / 74