ومنها أنه يلزم منه تكذيب الله تعالى في قوله والله لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر وما الله يريد ظلما للعباد وما ربك بظلام للعبيد ولا يظلم ربك أحدا وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء. ومن يعتقد اعتقادا يلزم منه تكذيب القرآن العزيز فقد اعتقد ما يوجب الكفر وحصل الارتداد والخروج عن ملة الإسلام فليتعوذ الجاهل العاقل من هذه المقالة الردية المؤدية إلى أبلغ أنواع الضلالة وليحذر من حضور الموت عنده وهو على هذه العقيدة فلا تقبل توبته وليخش من الموت قبل تفطنه بخطإ نفسه فيطلب الرجعة فيقول رب نهج الحق ص : 87ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت فيقال له كلا. ومنها أنه يلزم منه عدم الوثوق بوعده ووعيده ولأنه لو جاز منه فعل القبيح لجاز منه الكذب وحينئذ ينتفي الجزم بوقوع ما أخبر بوقوعه من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ولا يبقى للعبد جزم بصدقه بل ولا ظن به لأنه لما وقع منه أنواع الكذب والشرور في العالم كيف يحكم العقل بصدقه في الوعد والوعيد وينتفي حينئذ فائدة التكليف وهو الحذر من العقاب والطمع في الثواب. ومن يجوز لنفسه أن يقلد من يعتقد جواز الكذب على الله تعالى وأنه لا جزم في البعث والنشور ولا بالحساب ولا بالثواب ولا بالعقاب وهل هذا إلا خروج عن الملة الإسلامية. فليحذر الجاهل من تقليد هؤلاء ولا يعتذر بأني ما عرفت مذهبهم فهذا عين مذهبهم وصريح مقالتهم نعوذ بالله تعالى منها ومن أمثالها.
पृष्ठ 42