(38)
[ 2 ] ومن خطبة له(عليه السلام) بعد انصرافه من صفين
[وفيها حال الناس قبل البعثة وصفة آل النبي ثم صفة قوم آخرين:]
أحمده استتماما لنعمته، واستسلاما لعزته، واستعصاما من معصيته، وأستعينه فاقة إلى كفايته، إنه لا يضل من هداه، ولا يئل(1) من عاداه، ولا يفتقر من كفاه; فإنه أرجح ما وزن، وأفضل ما خزن.
وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مصاصها(2)، نتمسك بها أبدا ما أبقانا، وندخرها لاهاويل ما يلقانا، فإنها عزيمة الايمان، وفاتحة الاحسان، ومرضاة الرحمن، ومدحرة الشيطان(3).
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع، والامر الصادع، إزاحة للشبهات، واحتجاجا بالبينات، وتحذيرا بالايات، وتخويفا بالمثلات(4)، والناس في فتن انجذم(5) فيها حبل الدين، وتزعزعت سواري(6) اليقين، واختلف النجر(7)، وتشتت الامر، وضاق ( 39 )
पृष्ठ 38