عاتبتها فاستضحكت وعتابها ... ظلم وكيف عتاب من لم يأثم
ما كنت أختار العتاب وإنما ... قد كان ذلك حيلة المتكلم
حتى رنت وكأن هدب جفونها ... وسواد قلبي قطعة لم تقسم
حوراء تدمي بالسيوف جفونها ... ولحاظها ترمي القلوب بأسهم
قطرت دمًا من فوق وجنتها فما ... كذبت علينا إنه لون الدم
عين الغزالة عينها وجبينها ... لا ذاتها من رقة وتبسم
ولطالما نفر الغزال وما درت ... كيف النفار وعرضها لم يكلم
يا ليلة سمح الزمان ببعضها ... بعض السماح وليته لم يندم
قد كنت أرجو مثلها فبلغته ... والحادثات تقول طرفك فاسلم
حتى دخلت الدار ساعة غفلة ... وعرفت ربع الدار بعد توهم
فكأن كل الدهر مدة لحظة ... وكأن كل الأرض دارة درهم
ولقد جلست إلى الفتاة مسامرًا ... ووشاتنا من غافلين ونوم
ولطالما جلست إلينا قبلها ... طيفًا وكان الطيف غير مسلم
حتى رجعت كما رجعت وأخمصي ... متأخر في نية المتقدم
يا هل ترى علمت بنات عشيرتي ... أني لقيت الشمس بعد الأنجم
إن كان بعدي ساءهن فسرني ... يا غربتي طولي ولا تتصرمي
بالله يا ريح الصبا قبل الضحى ... إن جزت هاتيك الديار فسلمي
قسمًا بها إلا وقعت بصدرها ... بين النهود ولا أقول لك الثمي
وضممت معطفها وقلت له ترى ... كم فيك غمزة حمرة من مغرم
1 / 33